الخيانة لا تغتفر

Img 20241206 Wa0044

كتبت: زينب إبراهيم 

 

الأعمال التي يرتكبها المرء في حياته يحاسب عليها جميعًا دون استثناء منذ ولادته وإلى الممات، حتى إن النفس الذي يتلفظه يعلمه الله سبحانه وتعالى؛ أما عن أعماله وفيما يخص الخيانة التي لا تغتفر مهما حدث، فأنت ستسأل عنها أيضًا هل تلطخت يداك بدماء المسلمين، هل نصرت دعوة الحق، هل وقفت بجانب أخيك المسلم في مواجهة عدوه، هل قمت بغدر ربك والإسلام؟ هل خذلت رسولك صلوات الله وسلامه عليه بحق الشهداء في كل مكان، هل تمتلك أجوبة عن كل ما مضى؟ 

الشعوب المتخاذلة في كل مكان على وجه الأرض لم يقفوا وقفة تضامنية وصامدة مع إخواننا الأبطال الذين يحاربون بباسلة عدو الله وعدونا، فهم الذين خانوا ربهم بالصمت عن الظلم الذي يرتكب بحق أهل غزة ولبنان أو غيرهم مما تسفك دمائهم وهم يحملون عاتق الجهاد في سبيل الله والدفاع عن أوطانهم؛ حتى أنهم يأخذون ثأر الشهداء الأبرار بمفردهم ويعتزلون البشر الذين يبرزون التعاطف والأسى، لكنهم يضمرون الخذلان والخيانة العظمى لهم آنى لكم بفعل ذلك مع الذين يجاهدون لإقصاء العدو الإسرائيلي من بلادنا المقدسة وترابنا الغالي؟ 

إن الذي ينقض عهده مع ربه لا يستحق أن يحيا ثانية واحدة دون عقاب على فعلته الشنيعة، فهم قاموا بالاشتراك مع القتلة لكل طفل صغير، المغوار في ميدان المعركة، النساء اللواتي لا حول ولا قوة لهن، الشيوخ الذين في سوريا وغيرها من البلاد الطاهرة التي وطأت أقدام الكيان الصهيوني القذرة فيها…. وغيرهم من الجرحى الذين في المستشفيات كل عمل إرهابي أقام فيها لهم منه نصيب؛ أما المدارس التي أصبحت مقابر لأطفالنا الذين يحلمون بالحصول على أعلى المراتب فيها، فحدث بالفعل ما ابتغوه نالوا الشهادة التي هي الأسمى وليس الكثير من يستطيع الحصول عليها؛ لكن ماذا عن أفئدة أمهاتهم التي تكوى بنيران فراقهم؟ ما الذي يستطيع أن يضمد تلك الجراح الغائرة؟ 

أنتم تسببتم بفعل تلك المجازر أيضًا، لكني لا أوجه أصابع الاتهام إليكم من فراغ؛ لأن الخرس عن ذاك الظلم والاضطهاد لا يعرف سوى باستئثار به، فأنتم يقال فيكم قول أبا علي الدقاق” الساكت عن الحق شيطان أخرس” أنتم خناس قمتم بمساندة الظالمين في ظلمهم ولن يترك ذلك دون جزاء البتة كل شخص سيتجرع من ذات الكأس يومًا ما ويكون معه المجازاة بالطبع.

عن المؤلف