كتب مُحَمَّدُ جَمَالٍ
عِنْدَمَا تَكْبُرُ الْفَتَاةُ تَجِدُ أُمَّهَا عَارِيَةً فَتُقَلِّدُهَا . كَيْفَ لَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ ؟ وَمَنْ حَوْلَهَا فِي الشَّوَارِعِ وَالْمَيَادِينِ ، وَفِي الْمَدَارِسِ وَالْجَامِعَاتِ ، تَخَلَّى الْجَمِيعُ عَنْ الْحَيَاءِ وَأَصْبَحُوا عَارِيِينَ فِي زَمَنِ الْفِتْنَةِ وَالْمَالِ . وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ نَاصِحٌ وَلَا مُرْشِدٌ لِلْحَقِّ . أَصْبَحَ الْجَمِيعُ يَسْقُفُ لِلْغَرْبِ . وَلَا تَتَعَجَّبْ أَخِي الْمُسْلِمُ مِنْ خُرُوجِ الْفَتَاةِ عَارِيَةً أَمَامَ أَبِيهَا وَأُمِّهَا ، فَقَدْ أَصْبَحَ عَمِيٌّ . وَهَذَا الْعَمَى لَيْسَ عَمَى الْبَصَرِ ، بَلْ عَمَى الْقَلْبِ . وَيَنْظُرُ إِلَى ابْنَتِهِ بِأَعْيُنِ الْغَرْبِ الْكَافِرَةِ فَيَرَى أَنَّهَا تَرْتَدِي مَلَابِسَ جَيِّدَةً . تَلْبَسُ حَسَبَ الْمُوضَةِ ، وَإِذَا لَمْ تَفْعَلْ ذَلِكَ يَعْتَبِرُهَا صَدِيقَاتُهَا مُتَخَلِّفَاتٍ وَجَاهِلَاتٍ ، مَاتَتْ قُلُوبُهُنَّ دَاخِلَ صُدُورِهِنَّ ، ثُمَّ بَعْدَ أَنْ بَحَثْتُ عَنْ هَذِهِ الْفَتَاةِ كَثِيرًا ، ذَهَبْتُ فِي طَرِيقِي لِلْبَحْثِ لَهَا ، وَبَعْدَ خُطُوَاتٍ قَلِيلَةٍ مِنْ الْمَشْيِ الْتَقَيْتُ بِبَعْضِ الْفَتَيَاتِ ، فَقُلْتُ لَهُنَّ : هَلْ رَأَيْتُ فَتَاةً بِهَذِهِ الْأَوْصَافِ ؟ وَبَقِيتُ أَصِفُ لَهُمْ هَذِهِ الْفَتَاةَ ، فَضَحِكَتْ أَحَدُهُمَا وَقَالَتْ لِي : هَلْ أَنْتَ لَسْتَ مِنْ عَالَمِنَا ؟ فَقُلْتُ لَهَا وَلِمَاذَا قَالَتْ إِنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَصِفِينَهَا انْقَرَضَتْ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ حَتَّى لَمْ يَعُدْ لَهَا صُورَةٌ نَنْظُرُ إِلَيْهَا وَنَتَذَكَّرُهَا ؟ اِرْجِعْ يَا هَذَا وَوَاصِلْ نَوْمَكَ ، وَلَا تَذْكُرْ هَذِهِ الْأَوْصَافَ لِأَحَدٍ حَتَّى لَا يَضْحَكَ عَلَيْكَ وَيَسْتَهْزِئَ بِكَ ، فَأَنْتَ تَعِيشُ فِي زَمَنِ الْجَهْلِ ، اَلزَّمَنُ تَغْيِيرٌ وَتَطَوَّرٌ .
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام