اسمح لها بالتنفس ولا تكن أنانيًا تجاهها.

Img 20241203 Wa0013

  

الكاتبه/ امل سامح 

 

هناك نوع من الرجال أصبح شائعًا بشكل كبير في وقتنا الحالي يُعرف بـ الرجل الأناني. وهذه الصفة لا تُعتبر مجرد عيب في العلاقات، بل يمكن أن تؤدي إلى تدمير أي علاقة أو أسرة. المشكلة تكمن في أن الرجل الأناني لا يُكتشف إلا بعد فترة من الارتباط.

 

يمتاز هذا الرجل بعدد من العلامات والدلالات التي تظهر في حديثه وتفاعلاته وسلوكه. فعندما لا يكون بيده الأمر، تجده يحاول التقرب إليك ويسعى لتحقيق رضاك، لكن بعد أن يشعر بأنه قد امتلكك، يبدأ بالتراجع لأنه يعتقد أن وجودك مضمون.

 

كما أن الرجل الأناني يبرز مشكلات لديك، ويجعلك تشعر بأنك أنت من تعاني من المشكلة، مما يجعله يبدو وكأن تحملك له هو تفضّل منه. الشخص الأناني يخلق فيكِ عقدًا نفسية تجعلك دائمًا تشكين في ذاتك، إذ يجعلك تشعرين بمشاعر غريبة لم تختبريها من قبل، وقد تدفعك هذه المشاعر أحيانًا إلى كراهية نفسك.

 

الأناني يمتلك قناعة قوية بنفسه وثقة عالية في أنه دائمًا على حق. لذا، عندما ترين أسلوب تعامله معك بناءً على ثقته هذه، قد تشعرين بأنك المخطئة حتى وإن كنت محقة.

 

يسعى الشخص الأناني دائمًا إلى أن تكوني في طاعة لرغباته وأفكاره، ولا يقبل المشاركة في اتخاذ القرارات.

 

يُحب الأناني السيطرة عليكِ ويستمتع بمشهد ضعفك الدائم أمامه. ليس بالضرورة أن يكون شخصًا ساديًا، لكن لديه رغبة واضحة في الشعور بالتفوق والسيطرة. الشخص الأناني غالبًا ما يكون غير مدرك لأنانيته؛ فهو يرى نفسه على حق ويبحث عن شريك يمنحه كل ما يريد مقابل أن يكون معها فقط. 

 

يمكن أن يبدو الأناني رائعًا في العلاقات الاجتماعية وقد يحظى بإشادة الجميع، ولكنه قد يكون ضارًا نفسيًا لشريكته. يتميز الأناني بحب السيطرة، وعندما يشعر بالاطمئنان لوجودك، قد يتجاهلك.

 

يميل الأناني إلى حب الذات ويعتبر نفسه دائمًا أكثر من شريكه. لا يرغب في تقديم أي شيء إلا إذا كان يحصل على شيء مقابله. كما أنه لا يسأل عنك من تلقاء نفسه، إذ أنه لا يفعل ذلك إلا إذا كان يرغب في أن تسأليه أنت. الأناني يسعى للبحث عن نقاط ضعفك ليستخدمها كوسيلة للضغط عليك وجذبك إلى الجانب الخاص به.

 

في البداية، قد يبدو الأناني شخصًا لطيفًا، مما يجعلك تظنين أنه يهتم بك ويغير عليك، لكن مع مرور الوقت ستكتشفين أن هذا السلوك هو تملك وليس غيرة.

 

الأناني يسعى لتهميش شخصيتك، بحيث تصبحين نسخة منه، بينما هو لا يقبل بوجود نسخة فريدة لك.

 

هذا النوع من الأشخاص لا يهتم بتفاصيل حياة أسرته أو أبنائه، بل تتركز اهتماماته فقط على رغباته وأنانيته. يميل الشخص الأناني إلى تفضيل العلاقات الخارجية على علاقته بأسرته وأولاده، حتى يمتلكهم ويضمن وجودهم في حياته، ليبدأ بعد ذلك في البحث عن علاقات جديدة. 

 

إن الأناني يفتقر إلى الحساسية ويظهر بروداً عاطفياً، مما يجعله غير قادر على التعاطف مع مشاعر الآخرين. فقد يستغرب إنجازات أو مشاعر الغضب التي تظهر من الآخرين. 

 

وليس الأناني مجرد فرد عابر في مجتمعنا، بل يمثل حالة يتجلى فيها أثر عدة عوامل تربوية، مثل تفضيل بعض الأبناء على آخرين، بالإضافة إلى الضغوطات الحياتية التي يواجهها الكثير من الناس.

عن المؤلف