يوم المعاق العالمي

Img 20241127 Wa0123

 

 

كتبت ملاك عاطف

‘يوم المعاق العالمي’

هكذا سمّوه، ثمّ ألبسوا اسمهُ عباءة الانزعاج، ونفوه إلى خارج حدود الذكر المباح؛ تنفيذًا لحكم سيادة اللّوائح الّتي لا يعرفُ كتّابها أدوارهم غالبًا إلّا وقت الصّياغة والتّعديل، عندها تكونُ أقلامهم مدبّبةً تدمي أصابع ضمائرهم السّاكتة عن حقوق هذه الفئة الملقاة على قارعة الكلام.

البعضُ يصابُ بنوبة حساسيّة إذا نودي ب”أعمى-أخرس-أعرج-أبكم”، ويأوي توجّعه من هذه الكلمات إلى خيام مرادفاتها، “ذو إعاقة بصرية، ذو إعاقة سمعيّة، ذو إعاقة حركية، إلخ”.

أمّا أنا، فبلسان الصّراحة المحنّك بالقوّة أقول: أيًّا كان المصطلح، لا يهم؛ لأنّي أهيمُ عشقًا في أحضان الرّضا وتقبّل الاختلاف، ولأنّ بصيرتي تدرك أنّ المجتمعَ محتاجٌ إلى الأمان الثّقافيّ في كنف وعيٍ يستقيه من إجاباتنا على أسئلته الّتي يطبق عليها بغطاءات خجله وحرجه معظمَ الأحيان، ولأنّي أعلم تمامًا أنّهُ يملك من الذّكاء الاجتماعي ما يعينه على التّعامل معي بمنتهى الرّقيّ إن أنرتُ فكره بنور الثّقافة المشعّ.

في يومنا أقول: شكرًا لكلّ من قرّرَ أن يفهمنا وفعلها، وشكرًا لكلّ من نزع عنّا أقنعة الكائنات الفضائيّة الّتي ما مدّت لنا يومًا بصلة، وشكرًا لكلّ من آمن بنا، وعرفَ كما عرفنا أنّ هذا قضاؤنا، وكلّنا شركاء في التّعامل معه وفق شريعة الإيمان الّذي يحمل في طيّات أركانه لنا احتواءً، وارتواءً واكتفاءً.

 

٣/١٢/٢٠٢٤

عن المؤلف