كتبت منال ربيعي
في صمت الليل، حين تهدأ الأصوات وتتلاشى ضوضاء الحياة، تبرز الأفكار كأنها نجوم تضيء عتمة الروح. هناك، بين دفتي الحلم واليقظة، نسمع همسات القلب وهو يحاور ذاته. كم مرة اختبأنا خلف كلماتنا، وكم مرة حملنا أعباء لم تكن لنا؟
تتجلى الحقيقة في لحظات الصفاء، حين نواجه مرآة أنفسنا بلا أقنعة. نكتشف أن القوة ليست في قسوة ملامحنا، بل في مرونة أرواحنا، وأن الجمال ليس في عيون تنظر، بل في قلوب ترى.
الحياة أشبه بنهر هادئ، يمضي بلا عودة، يحملنا إلى حيث لا ندري. قد نغرق إن تشبثنا بالصخور، وقد نعبر إذا ما أطلقنا العنان لأحلامنا. لا شيء يضاهي شعور الطمأنينة حين ندرك أن كل لحظة، مهما بدت عابرة، تحمل في طياتها سرًا من أسرار الكون.
فلنكن كالأشجار، ثابتين في جذورنا، ممتدين نحو السماء بأحلامنا، متصالحين مع الرياح والعواصف. ففي النهاية، الحياة هدية، ونحن ما زلنا نتعلم فنون العيش.
وفي كل شروق شمس، فرصة جديدة نكتشف بها ذاتنا. قد نحزن، قد نفشل، لكننا دومًا ننهض. ففي أعماق الألم، يكمن بذور الأمل، وفي وسط العتمة، نور ينبثق من حيث لا نتوقع. لا تخشَ السقوط، فهو جزء من التحليق. ولا تخشَ الوحدة، فهي حديثك الخاص مع الكون.
دع قلبك ينبض بإيقاع الحرية، واترك روحك ترقص على أنغام الحقيقة. فالرحلة ليست في الوصول، بل في التذوق، والعيش، والإيمان بأن الغد يحمل في طياته مفاجأة تليق بنا.
المزيد من الأخبار
صراع
ماشي
بين طيات الزحام