قلب بلا باب

Img 20241124 Wa0070

 

كتبت: هاجر حسن 

 

كيف يبدو القلب بلا باب؟ 

يبدأ الأمر في قلبٍ أصابته شظايا الخيانة، فأصبح بلا باب. كأن باب منزله قد كُسر، فبات خائفا وفاقدًا لشعور الأمان. 

تسربت منه الثقة، كما يتسرب الماء من بين شقوق الصخور الصماء. 

 

ليس الحديث هنا عن خيانة صداقة راسخة، ولا عن ذكريات تكدست في العقل يصعب محوها. 

ولا يتعلق الأمر بعفو يُمنح بعد رجاء، أو نسيان يدفن الألم، ولا حتى في رغبة للانتقام.

 

الأمر يكمن في بذل سنوات من العطاء، لبناء منزل متين لعلاقة تدوم العمر، ثم تأتي الخيانة، فتناثره في لحظات، كأنه منزل من رماد. 

 

وأسوأ ما في الأمر، أن هذا القلب المُنهك بات يمتلئ بالشك؛ فيمزج بين الجيد والسيئ. صار الشك يتسرب في عروقه كالسيل الجارف الذي يكتسح كل شيء في طريقه، حتى العلاقات التي قد تستحق البقاء. 

 

فكيف نغفر لمن أفقدنا شعور الأمان، فجعل عين القلب ترى كل القلوب خائنة، فلا سبيل لصداقة جديدة، ولا سبيل للنسيان؟

 

لو كان العفو، يعيد الثقة والأمان، لعفونا عن جميع الخائنين. 

لكننا تعلمنا أن نتجاوز الخيانة، ونكمل الحياة بقلبٍ يحمل ندوبه، مصابًا بداء الشك، لكنه ينبض بالحياة، عازمًا على تكملة مسيرة الحياة.

عن المؤلف