14 ديسمبر، 2024

معجزة هود عليه السلام

2020 4 29 15 41 10 170

كتبت: زينب إبراهيم

بعث الله سبحانه وتعالى رسلاً إلى خلقه ليبلّغوا النّاس دين التّوحيد فيكون ذلك حجّة على الخلق حين يقفون بين يدي الله ليحاسبهم على أعمالهم.

 

 وقد أنزل الله سبحانه على رسله كتباً و شرائع تبيّن للنّاس طريقهم و تهديهم سبيلهم، وقد ذكر الله سبحانه و تعالى في محكم التّنزيل قصصًا عن الأقوام السّابقة الذين رفضوا دين التّوحيد و أصّروا على الباطل فعبدوا الأصنام وأرتكبوا المنكرات و جحدوا الرّسل، وكان من بين هؤلاء قوم عادٍ الذين أرسل الله سبحانه وتعالى لهم نبيّه هوداً ليدعوهم إلى دين الله و عدم الإشراك به، فما هي صفة هؤلاء القوم؟ و ما كان موقفهم اتجاه رسولهم؟ و ما هو العذاب الذي حلّ بهم ؟ .

كان قوم عاد من القبائل العربيّة البائدة التي سكنت منطقة سمّيت بالأحقاف في جنوب شبه الجزيرة العربيّة، وقد استوطنوا تلك المنطقة وبنوا فيها المباني الشّاهقة مستغلّين ما منحهم الله إيّاه من القوّة الجسديّة.

 

وبدل أن يستخدموها في طاعة الله سبحانه و إعمار الأرض راحوا يعبثون في غيّهم وضلالهم و يتنافسون في البنيان و صنعته و في ظنّهم أنّهم خالدون على وجه الأرض ومادروا أنّه لو دامت الدّنيا لغيرهم ما وصلت إليهم، وقد وصف الله مدينتهم إرم ذات العماد الشّاهقة التي لم يخلق لها مثيل و لا شبيه في بلاد الله آنذاك.

 

 ولمّا جاءهم هودٌ يدعوهم إلى عبادة الله وحده من بعد أن اتخذوا الأصنام ما كان جواب قومه إلا قولهم أنّا وجدنا آباءنا على ما نحن عليه و إنّا على آثارهم مقتدون، فأصرّ القوم على الكفر واستكبروا و رفضوا دعوة نبيّهم للتّوحيد، فخوّفهم هودٌ بالله تعالى وبطشه وذكّرهم بنعمه عليهم و ما منحهم إيّاه من الخير و القوّة في الجسد والاستخلاف في الأرض من بعد قوم نوح، فما زادهم هذا التّذكير إلا تكذيبًا وعتوّا، فتولّى عنهم هوداً متأسّفاً لما سيحلّ بهم من عذاب الله و بطشه بالظّالمين.

 

وبينما كان القوم يتقلّبون في ضلالاتهم و متعهم الزّائفة إذا هم يرون سحاباً يأتي من بعيدٍ مقبلٍ عليهم فيتوهّمون أنّه خيرٌ قد ساقه الله لهم، وما علم القوم بأنّ هذه الرّيح العقيم ما هي إلا عذابٌ شديدٌ قد أعدّه الله لهم عقاباً على كفرهم، ونجى الله هودًا والذين آمنوا معه من خزي ذلك اليوم و شملهم برحمته .

 

عن المؤلف