كتبت: مريم محمود عمر
ماذا لو كان مجتمعنا يتسارع للإرتقاء بالجانب الديني؟
من الجدير بالذكر هو أن النظام الأخلاقي الذي نصَّ عليه الإسلام يسعى بأن يجعل المجتمع الإسلامي في المقدمة، إنما الدين فطرة فطرَ الله به عباده ليستقيموا، الدين هو القواعد والقوانين والأخلاق التي ترتب حياة الإنسان وتميزه عن البهائم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إنما بُعثتُ لأُتممَ مكارم الأخلاق” فهذا هو السبب الذي لأجله بُعث النبي صلى الله عليه وسلم، وحثت أيضًا جميع الأديان السماوية على الأخلاق، والمتمثل بالأخلاق هو من أحب العباد لله تعالى، لما لا نثبتُ على الفضائل الموافقة للفطرة السّوية كالصدقة، والعفة مع ما شرعه الله من أحكام.
فهذا شابٌ لا يعاني من النقص شيئًا سواء كان في الجانب المادي أو الفكري، ولكن ألهته الحياة عن الإهتمام بدينه، فأصبح لا يعرف الكثير عنه مفتقر لتعاليمه، ولكن ما فائدة كل هذا وهو مزعزع الأخلاق لا يسير على نهج النبي والصالحين، ولا يعرف عن الخصال الحميدة شيء ولو حتى أصغرها، قال تعالى(ليس البرَّ أن تولوا وجوهكم قبلَ المشرقِ والمغرب ولكنّ البرّ من آمنَ بالله واليوم الآخر والملآئكة والكتاب والنبيين) المغزى من الآية هو أن الإيمان بر هذا ما دلت عليه، بينما دلّ النبي صلى الله عليه وسلم على أن البرّ هو الأخلاق الحسنة، الدين هو الطريق المستقيم الذي إن حِدتَ عنه سقطت في هوة الشقاء، ربما تشعر بأنك تملك كل شيء، ولكن داخلكَ لا يتمتع بها، أو لا يشعر بالسعادة والطمأنينة بداخله، هل سألت نفسكَ يومًا ما السبب وراء هذا الشعور برغم تنعُمك بكل شيء؟ هل فكرت يومًا بعلاقتكَ مع الله؟ لما نجاهد كثيرًا في تمثيل الأفعال السيئة والبذيئة؟ لما لا نحاول أن نوازن بين جميع الجوانب العلمية والنظرية، والدينية وغيرها،” إنما الأمم أخلاق” لم يقل إنما الأمم علم أو مال، لأن إذا كانت هناك أخلاق ستصنع العلم والمال، وبهذا ستصبح الأمة في أعلى مراتب التقدم والرقي بالأخلاق أولًا ثم العلم.
إن من أهم الأسباب التي تشغل البعض عن الإهتمام بالدين والأخلاق، هو عدم الإهتمام بالروح، نعم فإن أصلحت روحكَ وطهرتها من المعاصي والذنوب بالصلاة والذكر ستظفر بحب الله ورسوله، فالكثير يهتمون بالصورة الجسدية ويهملونَ الروح، يأتي في المرتبة الثانية من الأسباب ضعف العقيدة وإهمال القراءة للعلوم الشرعية، حيث ما يندرج تحت العلم الشرعي هو معرفة أبسط أمور الدين، حيث قال النبي صل الله عليه وسلم ” من يُرد الله به خيرًا يُفقِّههُ في الدين” بمعنى إن أحبكَ الله وأرادَ لكَ خيرًا جعلكَ تسلك طريق العلم بالدين، كما أن الإنشغال الزائد بالدنيا من أهم الأسباب التي تدفع البعض للهو مثل السعي لجمع المال وغيرها من المُلهيات، يعتقد الكثير أن الدين في المسجد فقط لا علاقة له بالواقع هذا إعتقاد خاطيء، لأن القرءان الكريم نزل بالكثير من الموضوعات والمسائل المهمة وكيفية حلها، قال تعالى ( ونزلنا عليكَ الكِتابَ تِبيانًا لكل شيء).
كيف نتفقه في الدين ونصبح أكثر قربة لله؟
( قل إنْ كُنتم تُحبونَ الله ورسوله فاتَّبعوني يُحببكمُ الله) إتباع سنة الرسول والإقتداء به سبب عام في التقرب من الله، رسولنا الكريم أشرف الناس خَلقًا وخُلقًا، التقرب من الله بالطاعات كالصلاة والإنفاق والإبتعاد عن المنكر من القول والفعل، قراءة الآيات بتمَعُن، وقراءة الكتب التي تخص الدين والأخلاق، وأهم الأشياء هو إختيار الصحبة الصالحة لتأخذ بيدكَ للجنة( وإختر صحبة تخجل أن تفعل بينهم معصية وأحذر من صحبة تخجل أن تفعل بينهم طاعة).
وهنا تكمل جميع الجوانب، فالتفقه في الدين، والإرتقاء بالأخلاف يفتح لكَ أبوابًا أوصدت ذات يوم بوجهك، وتكمن هنا السعادة والطمأنينة، بالفوز بحب الله ورسوله وحب عباد الله.
المزيد من الأخبار
الهربس وأعراض الإصابة بِه….فما هي عدوى الهربس؟!
المبدعة نهى غريب بين طيات مجلة إيفرست الأدبية
خلاصة لقاءات نفسية