«حروب الذات»

كتبت: آية تامر 

الإنسانية مفهوم عميق رُغمَ بساطته، والإنسان مفهوم أعمق يأتي مِنْ الأُنسِ والوَنَسِ والنسيانِ والناس.

لا تُلهيكَ روعة المُقدمة فَتدخُل في متاهة جديدة إلى جانب متاهات حياتك وحياة الواقع، الوهم، عقلك الباطن، والآخرين، لِتكُن حكيمًا وقت جنونك فلن يُلام سِواك فَلا يوجد في الآخرة”شماعة الظروف أو الأشخاص” لِتُلقي باللوم عليهم، حينها سَتُحاسَب على كُّل قَوْل وكُّل فعل، كذلك سَتُحاسب على ما لمْ تقُل وقتما كان يجب عليك التحدث، وعلى ما لمْ تفعْلُه وقتما كان يجب عليك أن تفعل، بِماذا تُفيد حروب الذات؟
أنتَ إنسان، مسؤول، ورُبما واعٍ وناضج كفاية لِإتخاذ القرار وتنفيد الرغبة، بِإمكانك اختيار السَكينة كما بِإمكانك اختيار الضجيج، سَتقول ليس لك حق الاختيار!
إذًا أنت مَنْ سمحت أنْ يُسلَب حقك في الاختيار؛ فقد خَلقكَ اللّٰه حُرًّا عزيزًا، على الفِطرة السليمة فليس لك حُجة.
أما عن حُروب الذات:
لكَ أولًا حربٌ ما بَين اللذات والشهوات والزُهد والخلوات، وماذا يعني؟
يعني أنَّكَ خُلْقتَ وعُرِفَ لكَ أعداء أولهم نفسك المُلازمة لك وهي أكبر عدو يجب أنْ تخاف منه وتعُّد العُدة لِتغلبها، ثانيهم الشيطان وما يُزيَّنهُ مِنْ فِتَن الدُنيا فَيُدنيك، وكما أنَّ هُناكَ لك أعداء جُعلَ لك أسلحة تُحارِب بها..
السلاح الأول: تمسَّك وتشبث بالدينِ دَومًا لا الدُنيا وابغي الآخرة.
إليكَ السُبُل البَيِّنة: احرص وداوم على الذِكر «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ»
وهذا الشرط وجوابه.
السلاح الثاني: عُلِمَ لك رسولٌ واضح وما أتىٰ بهِ مِنْ توجيهات وشرع وسُنَن وأما عن تعريف السُنَّة: في اللُغة هي الطريقة، وسَنَّة الله: أحكامه وأمره ونهيه كما ذكر عن اللحياني، وسننها الله للناس: بينها وسن الله سُنة أي: بين طريقًا قويمًا، قال الله تعالى: ﴿سُنة اللّٰه في الذين خلوا من قبل..﴾، نصب سنة الله على إرادة الفعل أي: سنَّ الله ذلك في الذين نافقوا الأنبياء وأرجفوا بهم أن يقتلوا أين ثقفوا أي وجدوا.[4] والسَنَّة أيضا بمعنى: السيرة، حسنة كانت أو قبيحة،
«﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
والمحبة مِنْ اللّٰه ورسوله لا تُقَّدر بثمن.
تُظهر الثبات مُنذُ زمن وبِداخلك ينهار بالتدريج، تُحارِب نَفسك، شيطانك، عادات وتقاليد غير سليمة تخضع لها بِتمرُّد، في الدينِ حياة تعيشها بِاستغلال كُّل النِعَم والصلاحيات المُتاحة لك؛ لِتعبُر بِسلام إلى دار القرار.
السلاح الثالث: في القُرآنِ شِفاءٌ وراحة وإجابة فلا تتهاون أبدًا بتركهِ؛ فإذا تركته تركك، تمسَّك بهِ يكُن خير رفيق وسَكَن، خُلْقتَ لِرسالة فَعليكَ تأديتها على قدْر استطاعتك؛ “لا يُكلِّف اللّٰه نفسًا إلا وُسعها” ، أنتَ مَنْ تُكلِّف نفسك بإرادتك والغريب أنَّك تظُّن أنَّك لا تسير على الخُطواتِ الصحيحة بِإرادتك!
قال الإمام علي بن أبي طالب:
«عِش ما شئتْ فَإنَّك ميت، وأحبب مَنْ شئتْ فَإنَّك مُفارِق».

 

عن المؤلف