حوار: ياسمين رضا
الكتابة لا تعني إخراج الحروف، الكتابة تعني إخراج المشاعر من الكاتب حتى تصل للقاريء وتسيطر عليه هو الأخر، أن تكون كاتبًا يمكن أن يكون شيئًا بسيطًا، أما أن تكون كاتبًا مبدعًا فهذا لا يناله إلا من اجتهد وأظهر إبداعه حقًا، كاتب في سن الريعان، لكن كتاباته تأخذك لتعطيه سن الكاتب الذي مرّ عليه خبرة مائة عامٍ على الأقل، أظهر إبداعه في نصوصه ومن ثَم جمع هذا الإبداع ليُخرج لنا رواية من النوع السوداوي، أكاد أجزم بأنّه قد يتفوق على معظم الأدباء بتلك الرواية، يأخذك لأفكار الأديب الألماني فرانس كافكا، ومن ثَم يجعلك تعاني معه معاناة أشبه بمعاناة الروائي الروسي دوستويفسكي، ويُجسد المشاعر بشكل أشبه إلى جعلك تشعر بأنك من كتبت هذا في لحظة تعيسة من لحظاتك، موهبة مبدعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إنه المبدع (عمر سعيد).
عمر سعيد، شخص يبلغ من العمر اثنين وعشرين ربيعًا، من محافظة الجيزة، قام الواقع المرير بفرض أشياء عليه لم يخطر لعقله يومًا أن يتأملها، ساقه إلى عالمٍ غريب مُكدّس بالمُشاحنات والضغوط، جعله في حيرة عظمى من أمر نفسه، ولم يدرك حينها من أين أتى؟ وإلى أين ستكن وجهته، تلك اللحظة التي أيقن بها بأن كل ما يدركه عقلك حقيقة وليس بخيال، وأنّ القدر وحده هو من يملك السر في الماضي والحاضر والقادم، وأنّ أحلام اليقظة كادت لـِتُفتك على طموحاته البسيطة التي لم ينتبه لها أحد.
وجد نفسه تائهًا بين أمرين أحدهما أن يستسلم ويحتله اليأس، بل ويكتفي بالرؤية، والآخر أن يواسي نفسه، ومن ثَم يُصارع ذاك العالم الملعون بكل ما أُوتي من قوة؛ لكي يُثبت بأنه يستحق أن يتواجد في ذاك العالم.
وبالنسبة لكيف تم اكتشاف تلك الموهبة ففي البداية: لاحظ مُعلم اللغة العربية الخاص به حينما طلب منهم كتابة نص عن الأم، بعد ذلك عائلته ثم توقف لفترة لعدم قناعته تمامًا بما يسرده، فظنّ أنها مجرد تخاريف تُسرد لا تستحق السرد، وفي إحدى المرات كان يكتب قصة وقام ببيعها لأصدقائه ومن هذا التوقيت شجعه الجميع.
منذ إحدى عشر عامًا، تحديدًا عندما كان في الصف الخامس الإبتدائي.
وقد قام في العام الماضي بالمشاركة في معرض الكتاب برواية تحت عنوان ( الجزيرة المحرمة) مشاركًا صديقه عمر الشرقاوي بهذا العمل، وقد كانت من الروايات الأكثر مبيعًا لدى الدار، أما هذا العام فسينفرد بعمل خاص به، فسيصدر له حديثًا رواية تحت عنوان ( دعوة لحفلة انتحارية) وذلك في معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام(2024)، وإليك لمحة عن تلك الرواية.
(دعوة لحفلة انتحارية) رواية تراجيدية خيالية اجتماعية تدور أحداثها في مزيج من الإثارة والتشويق والكوميديا الساخرة، يسردها دكتور (مروان أبو زيد) لطلابه عن (إلياس) الذي يعمل في صيدلية ويعرض جزء من حياته التي يدونها في مذكراته والتي يتخيل أنه يسردها لشخصيةٍ ما تدعى (رهف)، يتلقى إلياس دعوة من بعض الشباب لحفلة يقيمونها حتى تكون حفلة وداع وانتحار جماعي لهم؛ ولكن لا تجري الأمور كما خططوا لها بعد الحديث مع إلياس الذي يبدأ التعرف عليهم وعلى (يوسف) بالأخص والذي سوف يسرد له فيما بعد قصة حياته وكيف دخل إلى السجن وسوف يكتشف إلياس في النهاية أنه من أحد أقاربه، وبجانب تلك الأحداث كان إلياس يحدث معه أشياء غريبة مع منزل غريب ومخيف يدخله ولا يعرف ما الذي يحدث له بالداخل، يُهِيئ له المنزل أحداث وكأنه يريد قول شيء له وذلك سوف يكتشفه في النهاية، على الجانب الآخر يوجد (عم محمد) الرجل ذو الوجهين الذي سوف يكتشف إلياس في النهاية أنه من أشد أقاربه وكان يكيد له المكائد حتى يأخذ بثأر قديم، وكان يعاونه في ذلك (سامي) الذي كان يَقتل بلا رحمة، كان يقع في عشق (سلسبيل) الفتاة المريضة التي سوف تموت في نهاية المطاف، يكتشف إلياس أن والده ما زال على قيد الحياة بعد أن كان يظن أنه قد مات وتعود لإلياس روح الثأر لأبويه من مجموعة من الناس كانت تأذيهم في الماضي، ويعاونه على ذلك يوسف وأصدقائه، في ذلك النطاق المليء بالإثارة والتشويق ويتم سرد الفكرة والحبكة بمزيد من التفاصيل الغير متوقعة والتي سوف يستكملها في الجزء الثاني من الرواية.
كان هذا كل ما أقرّه المبدع عمر سعيد عن ابنته الثانية، ومن خلال تلك السرد البسيط يظهر مدى إبداعه في تلك الرواية، وظهور عامل التشويق والإثارة في الرواية وطريقة السرد لدى الكاتب.
وفي الختام الذي حلّ سريعًا، نتمنى للكاتب نجاح روايته، وأن يوفق في جميع خطواته القادمة، وفي كل عام يقدم نوعًا مختلف عن الذي سبقه.
المزيد من الأخبار
الكاتبة رفيدة في حوار خاص داخل مجلة إيفرست الأدبية
الكاتبة منة الله في رحلة خاصة داخل مجلة إيفرست الأدبية
حوار مع عمر سعيد حول روايته “بيادق على رقعة الجريمة”