10 فبراير، 2025

هل يمقت المحب حبيبه؟

Img 20230425 Wa0031

كتبت: زينب إبراهيم

 

للحب ألحانٌ وموسيقى عذبةً تنشد في شتى القلوبِ والأعين، ففي القصائد والأناشيد يتغزل المحبين حبًا وعشقًا بأحبابهم آنا لي بتلفظي بحبكَ وفي قرارة نفسي لا أحبك؟ كنتُ أذوب فيكَ هيامًا قبل ذبحك لِروحي التي هامت في سماء قلبكَ الغاني؛ أما الآن في جذوة ذاتي لا أعشقك، فالعشق لا يُقال في أحاديثٍ أو يكتب في سطورٍ إنني كنتُ فيك أكتبُ قصائدي تغزل في حبكَ لي؛ لكن توًا لا يأتي لِذهني سوى حزني مِنك مع هلعي الذي أبيتُ فيه قبل إصباحي، فلما كان الحبُ في عينيك جليٌ والمقت في فؤادك حاضرٌ؟ 

أحببتُ ذاتي، فإبتعدت وكان النما عنك جرمًا أقترفته آنا لي بالفراقِ وقلبي عاشقٌ؟ 

آه على زمنٍ جال فيهِ الشجن يسيرُ والسعادة أسيرة تزج رغمًا في السجونِ، فكنتُ والزمان صحبةٌ؛ أما الآن أصبحت للحين عدوةً، فلا تكُن يا من تنادي بصوتكَ عاليًا هلم إلي يا حياة بحبكِ، والفناء مصير تلك التي تهتف بالصوتِ عليها وتنتظرُ أن تلبي النداء يومًا أيمقتُ المحب حبيبه؟ 

يسير بالأذهانِ ذاك السؤال دائمًا ولست للإجابة أجدُ إلا كلمةٌ بنفسي أنصتُ” إن كان خيرًا لظل” فإن رب العباد لا يرضى لهم ظلمًا ولا الظالمُ أن يصبح مظلوم؛ لأن الكره هذا ليس مِن شيم الحبُ، فكوني أنتِ ذات قلبًا محب وإن كان الجميع للمقت أحبابٌ لا والذي وضعَ الصبا بالفؤادِ ولم يكن بإختيارٍ سيرزقكِ الذي تتمنيهِ لو بعد حينٌ ولن يكون للأوجاعِ مقر ولا موضع ترحيب في حياتكِ، فكوني صابرةٌ ولقلبكِ جابرةٌ بحب اللّٰه أمنية مكنونةً أن يرضى عنكِ رب العباد وهذا وإن كانَ للآخرين ليس بفوزٍ؛ إنما يكون في ذاتِكِ أسمى معاني الظفرُ من الرحمنِ نعمةٌ وإن كان يراها البعضُ نقمة، فإن كان في قلوبِ الآخرين لكِ حبًا الحمدلله دائمًا وأبدًا على حبهِ؛ أما كان عكسُ ذلك، فلن يكونُ الجزاء من جنسِ العمل؛ لأن الحبُ وسيلة لنيل جنةُ الغفار، فأكنن لِغيرك في نفسك محبةٌ وإن قابلتها عداوة؛ لأننا لا نبتغي إلا حب اللّٰه، فإن أحبكَ رب العبادُ؛ لرأيت الحب في تعاملُ العباد معكَ واضحًا، فالمقت من شيمِ الشر لا الخير مطلقًا كن ذا أثر في نفسِ الآخر ولو ببسمةٍ يكفي بقائها مدى الدهرُ ذكرى جميلةً حين الوفاة يتذكركَ بالآخرين بدعوةٍ جزاء تلك البسمةُ الباقية مِنك في يومٍ لوحت بِها في وجهِ أخيكَ وكانت لكَ عند الرحمنِ صدقةٌ في يوم النشورِ لك نافعةٌ؛ لأن عند ذكرِ ذلك الاِستخبارُ هل يمقتُ المحب حبيبهُ؟ 

إجابتي في كل تارةٌ لا، فإن الإخاءَ لا يتخللهُ أبدًا الشحناء وإن طالَ الزمان لا يدومُ الشجن. 

 

عن المؤلف