كتبت: حبيبة نبيل
بدأ العد التنازلي واليوم آخر جمعة في شهر رمضان، تالله يعز على فراقك يا شهر الخير، حبيب غالي يخشى أن يكون ثقيل فيذهب مبكرًا؛ بدأ الجميع في شراء ملابس العيد وقلوبهم حزينة على فراقك، ستختفي الزينة والمصابيح المنيرة التي تشعل البهجه في القلب قبل الشوارع، بعد أيام ستنتهي أيامك ويسطع صوت الشيخ بالتكبيرات والجميع يردد من حوله، ستنتهي بهجة أيامك وتأتي بهجة من نوع آخر؛ سننتظرك أيها الشهر الكريم بكل شغف وسنلقاك بكل شغف المرة القادمة، سلام لك يا شهر الخير، يأتي العيد ببهجة أيامه والملابس الجديدة، يأتي الصباح مشرق فرح بقدومه، وينتشر صوت المساجد من كل مكان في وقت واحد برتم لذيذ لا يصيب بالإزعاج، ينزل الأهالي والأصدقاء؛ للصلاة ويجتمعون بعده يضحكون ويهللون، يكون الجو مرح خفيف على القلب، تأتي نسمات هواء لطيفة تدغدغ قلبي وتحيي اليوم أكثر؛ يأتي الليل وهناك من يذهب إلى عائلته ومن يجلس مع أصدقائه ومن يحتفل في منزله؛ ولكن يتشابه الجميع في الفرح والسعادة، يصفى القلب وينتهي الخصام ويتجمع في القلب المحبه والرفق، يأبى الجميع نهاية اليوم؛ فهو يوم يخلع به الجميع همومه من على كتفه فيكون؛ كالطائر الخفيف الذي يحلق بجناحيه، لا يعرف القلب طريق للحزن في وجوده ويتعلم الجميع فنون الفرح؛ كأنه أول أيام الفرح، يتعب الجميع كل يوم في كفاحه النهاري والحرارة المزعجة؛ لكن في ذلك اليوم يستقبل الجميع الشمس بإبتسامة مرحبه بوجودها ولا يكون التعب سوى؛ لكثرة المرح واللعب، ترى الأطفال يمسكون بالبلالين بألوانها المبجهة ويتغنون فرحًا بقدوم العيد، يأتي الكبار وبيدهم المال؛ ليوزعوه على الأحفاد صغارًا وكبارًا، تجلس البنات يتسامرون بود وليس هناك في قلوبهم سوى الحب واللطف، ويجلس الشباب يمزحون مزاحهم الثقيل مع بعضهم البعض دون خصام أو حزن، نسمع دعوات الأهل الجميلة التي تنشط القلب والعقل ومع إبتسامة صافية تريح الجميع؛ وفي ناحية آخرى يجلس الأصدقاء معًا يلقون همومهم وأحزانهم جانبًا ولسانهم الذي ينطق بالهموم يبدأ بالنطق الحسن، يظهرون؛ لبعضهم ملابس العيد كأنهم أطفال صغار، يضحكون بأعلى صوتهم وضحكاتهم الرنانة ترج المكان؛ فليس هناك مجال للحزن في يوم الفرح، ولا مجال للتفكير في الهموم في يوم ينتزع به الهموم؛ فهذا اليوم هو أول وآخر أيام العيد.
المزيد من الأخبار
لا تحرق نفسك
يصبح الصمت خيانة
استغفار