كتبت: ألفة محمد الناصر
وأنا على مشارف العقد الخامس، مقيمة في بلد الجود والكرم؛ لشهر رمضان المبارك نكهة خاصة.
منذ الأيام الأولي تفوح روائح عن التحضيرات من ماكولات بين أرجاء الأزقة والأحياء، اكتشفت منذ إقامتي على أرض المغرب الإختلاف في تقديم وجبتي الإفطار والعشاء مرتبطتان بتوقيت صلاتي المغرب والتراويح.
للصائم أذن إفطار خفيف مع آذان المغرب فيه مأكولات تمزج بين الحلو والحار.
مائدة الإفطار في المغرب الأقصي تشمل حلويات ” الشباكية ” المصاحبة؛ لحساء الحريرة الغربية التي تفوح منها رائحة القزبر والسمن، إضافة إلى البيض المسلوق المزوق بالكامون.
ليس بالبعيد عن هذه الأطباق يترأس الشاي المغربي الصينية محاط بالكؤوس، الفطائر،
المملحات والسفوف كما أن كل ما ذكر لا يمكن أن تسهل صياغته إلا مع العصائر وتتفنن السيدات في الأنواع، لكنني استثني شخصي من سيدات العالم؛ لأني لا زلت أبحث عن نفسي لماذا لا يحلو لي المبالغة في التفنن في المطبخ؟ ربما؛ لأني لا أعيش لكي أكل بل أكل فقط للحافظ على صحتي الضعيفة.
بينما يتجه المصلون؛ لصلاة التراويح في المساجد التي تعج بالمصلين ليتقبل الله منا ومنهم جميع الطاعات من المفروض عند عودتهم، فتكون المائدة في استقبالهم من جديد بوجبة العشاء المغربية عادة ما تكون “طاجين” يعني يمضي الإنسان الثلث الأول من الليل بين عبادة وأكل، أنا أبقى مدهوشة كيف يمكنهم النوم بعد الأكل مباشرة؟ لأنهم سوف يستيقظون؛ لأداء صلاة الفجر وتناول وجبة السحور؟
بعد مضي أكثر من خمسة عشرة سنة على هذه الأرض، لم أتخلى عن عاداتي التونسية؛ فأنا لا أقضي ليلي في الأكل يكفيني الإفطار بكاس الماء والتمر، وشربة الشعير التونسية التي ترافقها ” البريكة ” وهي أكلة موجودة في المغرب العربي ويقال: أنها ذات أصول عثمانية.
بين هذين النوعين من الإفطار ، بعد هذه التجارب والسنوات اقتربت أكثر من نفسي كيف يجب أن يكون هذا الشهر الكريم؟ كيف يجب علي أن امضيه في رحاب الصلاة، الدعاء، والتسبيح؟
لقد مضي من العمر الكثير كنت فيه حقل تجارب لعادات، تقاليد ووجهات نظر الاخرين .
الآن آن الأوان الأخذ بزمام الأمور في حياتي؛ لعله يكون رمضان الاخير.
المزيد من الأخبار
إلى نزار قبّاني
الهروبُ من الألم
في مدح رسول الله