كرسي وحبل

Img 20250128 Wa0162

 

كتبت: هاجر حسن 

 

 

يتأرجح بين جسد أرهقه اليأس وبين كرسي تتدلى فوقه مشنقة صامتة، تتربص كعدو خفي.

تتصاعد صرخة من روحه المعذبة، صرخة تهز السماء، 

لو سمعها بشر لشابت روحه قبل خصلات شعره.

ينساب اليأس إلي أعماقه كدخان أسود يلتف حول قلبه، فيكسره كزجاج تناثر تحت وطأة ارتطامٍ لا رحمة فيه.

 

يحيط به ظلام دامس، لا بصيص فيه ولا نجمة تهديه إلى طريق الخلاص.

تتصارع الأفكار في رأسه كعاصفة هوجاء، تشتبك وتتداخل حتى تتحول إلى شبكة خانقة، لا مخرج منها.

 

الشيطان يراقصه على إيقاع وساوسه، يزين له المشنقة كطريق للخلاص، كملاذٍ آمن من كل ألم لا يحتمل. 

يبكي بصمت مرير، يتشبث بآلامه كأنها أليفة الوحيد، ثم يقرر في لحظة ضعف أن يضع نهاية لكل شيء. 

 

يخطو نحو الكرسي والحبل، خطوات مثقلة باليأس. وحين يوشك أن يسلم عنقه إلى الحبل، يمر شعورًا غريبًا يلامس قلبه، كأن شيئًا غير مرئي يدفعه بلطف بعيدًا عن شفير الهلاك. لحظة مفاجئة، يتوقف الزمن فيها، ويشعر بنور دافئ يغمره.

إنها رحمة الله تعالى التي تتدخل في اللحظة الأخيرة، توقظه من سباته، وتنير عتمة قلبه. 

 

يستيقظ من ظلامه على دموع تسيل بحرقها لكنها تطهره، ونور خافت ينبثق من روحه يطمئنها. 

ينبض قلبه بالأمل، ينهض من رماده كطائر فينيق، ليعيش حياة كُتب له أن يدرك قيمتها.

 

وكم من مرة أوشك اليأس أن يقتلع جذور الروح، لكن رحمة الله كانت المنقذ، تضيء القلب بنبض الإيمان وتوقد الأمل فيه.

فاحذر أن تغفل عن هذا النور، فشتان بين من كان نور الله في قلبه، فأنقذه في لحظات يأسه ووساوس شيطان تحيط به، وبين من لم يعرف نور الله، أطفأ الشيطان أمله، فألقى نفسه في ظلمات الهلاك.

عن المؤلف