مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

صاحبة رواية “اندروميدا” في حوار خاص لمجلة إيڤرست الأدبية

 

 

 

حوار: عفاف رجب

 

 

يُقال: حينما تموت روح المخاطرة يموت الإبداع، فالإبداع وليد الجرأة، والمخاطرة يتبعها الخطأ ولابد أن لا نسمح بأي قدر من الإبداع، فكان لموهبتنا جزءً من هذه المخاطرة وخوضها مجالًا جديدًا يعرفه القليل، فما كان على مجلتنا إلا أنها سلطت الضوء على هذا المصباح المضيء لنعرف أكثر من تكون، وأسباب إتجاهها هذا المجال بالتحديد.

 

فإليكم كاتبة الخيال العلمي، والمصرية “سلمى الشرقاوي”، مواليد يوليو 2001، في العقد الثاني من عمرها، تدرس في كلية الحقوق الفرقة الثانية، مترجمة مهتمة بأدب الخيال العلمي والفانتازيا، وباحثة حرة في مجال الفيزياء الفلكية، ومترجمة أيضًا عن اللغة الإنجليزية والإسبانية.

_لما قرر الكاتبة أن تكتب الرواية في بداية مسيرته؟ وما الذي وجد فيها ولم يجده في أي فن آخر؟

 

“الكتابة بشكل عام فن حر، الكاتب يستطيع أن يطرح أفكاره ويعرض خياله بصيغة مناسبة للقُراء، على عكس الفنون المرئية والمسموعة التى تكون مصورة بشكل معين مقيد لخيال الشخص الذي يتأمل اللوحة أو يسمع الأغنية، في الكتابة؛ الكاتب يقدر يتخيل مشهد بطريقة معينة، والقارئ يقدر يتخيل نفس المشهد بطريقته هو، الكتابة تعبير عن الحزن والفرحة وكل المشاعر الإنسانية التى يمكن للكاتب ترجمتها ووصفها للقارئ والذي لن تجد وسيلة وصف لمشاعره، لذلك أعتبر الكتابة موهبة وشغف مطلق”.

 

_بمن تأثرت الكاتبة، وما المميز به، ولمن تقرأ الآن؟

 

“تأثرت بالأدب المترجم العالمي بالأخص أعمال الكاتب الفرنسي العظيم “جول فيرن” والمميز به هو طرحة لموضوعات مختلفة عن المتعارف علية، فهو يعتبر رائد من رواد الخيال العلمي على مر العصور، وأيضًا تأثرت بشخصيات عربية عظيمة مثل أحمد خالد توفيق، ونبيل فاروق.

 

اقرأ الآن للكُتاب المصريين مثل “طارق أمام” و “باسم الخشن” و “نهلة كرم”.

والكتاب الشباب الذين برعوا في الفترة الأخيرة في مجال الفانتازيا بشكل مبهر مثل “كيرلس هاني” و “منار بدر الدين” و “عبدالرحمن أمجد” و “حسن السيد إبراهيم”.

 

_بالنسبة لكِ؛ ما هي صفات الكاتب الناجح وهل تفضلين صاحب الكلمات العميقة أم البسيطة التى تجذب القارئ أكثر؟.

 

“صفات الكاتب الناجح من وجهة نظري؛ هي التطور والاستمرارية وعدم أخذ الكتابة على أنها شيئًا تافهًا أو بسيطًا يفعله في حياته، من لا يأخذ الكتابة كشغف ويطمح دائمًا ليطور ذاته ولغته فلا يستحق لقب كاتب.

 

أما عن الذي يجذب القارئ فهناك أكثر من نوع للقُراء منهم من يُفضل الأعمال باللغة العربية الفصحى مثلي، ومنهم من يحب القراءة العامية المصرية أو اللغة العربية في السرد والعامية في الحوار، فلا يمكن لأي كاتب أن يرضي جميع أذواق القُراء، وطبعًا لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع”.

 

_ما هي أهم الأعمال الصادرة لكِ، وهل من أعمال جديد على وشك الإصدار، فهلاّ تحدث بشأن هذا الموضوع أكثر، وما هو مضمون العمل؟

 

“أهم الأعمال الصادرة لي هي رواية “اندروميدا” الصادرة عن دار الراوي للنشر والتوزيع، معرض الكتاب ٢٠٢٢؛ لأنها تعد أول جزء من سلسلة خيال علمي وفانتازيا، ولأني اعمل على فكرة السلسلة منذ عام ٢٠١٦.

 

وفي معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٣ سأصدر الجزء الثاني والأكبر من السلسلة بجانب بعض الأعمال المترجمة، مضمون الجزء الثاني هو تكملة لأحداث الجزء الأول بشكل منفصل حيث يمكن للقارئ أن يقرأ أي جزء قبل الآخر وسيحصل على نفس متعة تسلسل الأحداث”.

_عما تدور أحداث رواية “اندروميدا”، وهل لنا بإقتباس منها؟

 

“تدور عن مجموعة أصدقاء ينتقلون بالزمن بطريقة ما ويستيقظون على كوكب آخر مكتشفين أنهم آخر سلالات العالم القديم من البشر قبل إنتهاء حقبة الحياة على كوكب الأرض”.

 

إقتباسات:

 

عندما يَكتشف العلماء نوع جديد من الحشرات يَدرسون تحرُكاته من كل الجوانب، ويُدققون في أفعاله فإن كان طبيعيًا يتركوه، وإن كان خطيرًا يبتكرون طرق للقضاء عليه كي لا يؤذي البشر، ولكننا لم نجد فصيلة من فصائل الحشرات، بل وجدنا فصيلة من البشر!.

 

عالم آخر، قوانين مختلفة، نظام مختلف.

“لقد محوا ذاكراتهم و عالجوا دمائهم چينيًا و كأنهم نوعٍ جديد من البشر، كي لا يعرفوا أصولهم، فأصبح من السهل تشكيل عالم وهمي خرافي بداخل أدمغتهم”

  • لقد جعلوكم كالموتى بداخل عقولكم يا فتى!

 

_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقت كتاباتكِ نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليك إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتكِ للنقاد؟

 

“واجهت ومازلت أواجه الإنتقاد لكوني فتاة تكتب في أدب الخيال العلمي والذي ليس له جمهورًا كثيفًا في مصر؛ وتأتي إلي الكثير من الرسائل التي تسألني “لماذا لا تكتبين اجتماعي أو رومانسي” مثل بقية الكاتبات في سنِك، لا يفهمون أن ذلك شغفي، وأحب الكتابة في مجال مميز حتى لو ستكون مخاطرة في كتاباته لقلة قراءهُ في مصر.

 

نصيحتي للنقاد وللقراء بشكل عام أن يكون انتقادهم بناء مبني على الحيادية وليس انتقادًا لاذعًا يحمل كلمات هجومية تؤذي الكاتب الذي سهر ليالٍ كي يكمل هذا العمل، تؤذية كثيرًا.

 

بعض الكتاب أعرفهم شخصيًا توقفوا عن الكتابة بسبب انتقاد الناس الهجومي اللاذع الخالي من أي معالم بناءه للانتقاد ومرات كثيرة بيكون الانتقاد لشخص الكاتب وليست فكرة العمل وهذا شيء خاطئ جدًا، فالكثير من النقاد المشاهير أو القراء العاديين يلجأون إلى إحراج الكاتب وذمه هو وعمله أمام الناس في مراجعة مصورة أو مكتوبة وهذا شيء لا يرتقي به أن يكون ناقدًا من الأساس، أما أن ينقد نقد بناء، أو يصمت.

 

تأثير النقد عليّ طبيعي، فإذا كان النقد للعمل بناء سواء مدح أو ذم اتقبله بروح مسالمة، أما إذا كان نقدًا لاذعًا هجومي فيمكنني أن أبكي مثلًا”.

 

_أزدهرت الرواية أم أنحدر، من وجهة نظركِ، وكيف ترين مستقبل الرواية من الآن وحتى عشر سنوات؟

 

“في هذه الفترة أزدهر كثيرًا مستوى الروايات في مصر خصوصًا مع وجود أقلام شابة قوية جدًا، بالطبع يوجد شريحة ركيكة من الأعمال ولكننا ننظر هنا إلي النص الممتليء من الكوب.

 

خلال العشر سنوات القادمة سنجد الرواية المصرية في ازدهار أكبر وسيترشح العديد من الكتاب الشباب المصريين لجوائز كثيرة مثل ” البوكر وجائزة ساويرس الثقافية وجائزة IRead “، وكتير من الكتاب الأقلام الشابة هتزدهر وتكبر وتزداد شهرة الفترة الجاية بسبب قوة أعمالهم وبتمنى أكون واحدة منهم وأنال ثقة القراء”.

 

_كيف كان الإقبال لإصدارتكِ وما هي الآراء التي وصلتكِ عنها؟

 

“لم اتوقع الإقبال الكثيف على إصداراتي حيث أصبحت من أعلى المبيعات في أول أربعة أيام من معرض الكتاب فقط، وكذلك معرض مكتبة الإسكندرية، فحمدًا لله ٩٠٪ من الآراء كانت إيجابية”.

_ما رأيكِ فى المبادرات والمسابقة الأدبية كـ مسابقة “القمة للأدب”، ومسابقة “هبياتيا للثقافة والفنون” ؟ وما نصيحتكِ للكُتاب الجُدد لهم حتى يرتقوا بالكتابة ارتقاءًا يليق بها؟

 

“مسابقات جميلة جدًا وتعمل كداعم قوي للكتاب المبتدئين.

 

نصيحتي للكُتاب الجدد هي تكثيف القراءة؛ فالكاتب الجيد هو القارئ النهم، وبالطبع اختيار الأعمال بدقة فلا يجب أن يتطرقوا لقراءة الاسفاف والروايات السخيفة التى تنشر على جوجل أو تطبيقات خاصة تكتب بواسطة شخص مجهول ولا تحمل سوى مفاهيم مغلوطة ولا تحمل حتى قيمة أدبية أو متعة بل أنصحهم بقراءة أعمال منشورة ورقيًا، وقراءة أدب مترجم بجانب القراءة لكُتاب شباب كي يواكبوا العصر ويكونوا على علم دائم بالتطور الأدبي، وعند كتاباتهم لعملهم الخاص يجب أن يحمل فكرة وحبكة مميزة بالطبع”.

 

_وفي النهاية؛ ما الشيء الذى تريد قوله، ولمن تهدي الكاتبة السلام والتحية؟ وما رأيكِ بالجهود المبذولة التى تقدمها مجلتنا مجلة “إيڤرست الأدبية”، والحوار الخاص بنا؟

 

“في النهاية أحب أوجه شكري وتحياتي للكاتب والمترجم “حسن السيد إبراهيم”؛ لجعلي أطمح بترك بصمة مميزة في الكتابة والترجمة مثله، وللكاتب “أحمد سلامة”؛ لتشجيعه لي قبل حتى أن أنشر أُولى أعمالي.

 

وأحب أوجه شكري لكِ ولفريق مجلة إيڤرست على حرصهم الدائم بعمل لقاءات مع الكتاب والاهتمام بشغلهم وتقديمهم للناس بشكل يليق بيهم”.