نَبضُ الرَّحم لا يَموت
الكاتبة إيمان يوسف احمد
صِلَةُ الأرحام ليست مجرّد عادةٍ تورثها الأجيال، بل هي عبادةٌ تُنعش الأرواح، وتُطهّر القلوب من صدأ الغفلة. إنّها خيطٌ من نورٍ يصل الأرض بالسماء، يجمع بين قلوبٍ فرّقها الزمن، ويُعيد للحياة معناها الأصيل. حين تصل رحمك، فأنت لا تُكرم غيرك فقط، بل تُكرم نفسك قبل الجميع، تُعلن أنّ المودّة أقوى من الخلاف، وأنّ الدم لا تذروه الرياح مهما اشتدّت.
كم من بيتٍ أضاءه عفو، وكم من قلبٍ تلألأ بعد لقاءٍ طال انتظاره! الأرحام كالأشجار، جذورها واحدة وإن تباعدت الأغصان، فإن سُقيت بماء الودّ أثمرت دفئًا ورحمة، وإن تُركت عطشى ذبلت ومات ظلّها. في زمنٍ كثرت فيه القطيعة، صار من يسأل عن قريبه بطلاً في زمن الغفلة، وصار الوصل بطولة تُعيد للإنسان إنسانيته.
فلا تدع الخلافات تُطفئ دفءَ الدم، ولا تجعل الكبرياء جدارًا يحجب عنك نور القربى. تذكّر أن زيارة صغيرة، أو مكالمة عابرة، أو دعوة صادقة قد تُبدّل حال القلوب. إنّ من يصل رحمه، إنما يصل نفسه بالحياة، ويصل قلبه برضا الله. فكونوا أنتم البداية، وازرعوا الودّ حيث ذبل، فإنّ نَبض الرحم لا يموت ما دام في القلوب أثر من محبةٍ وذكرى.






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد