مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

معنا ولأول مرة الكاتب والقاص أحمد المنزلاوي في حديثٍ خاص لمجلة إيڤرست الأدبية

 

 

حوار: عفاف رجب

 

 

تحت شعار مجلتنا؛ ” حتى يظل الأدب عنوانًا منيرًا مع جميع الأجيال “، جاءنا إليكم اليوم نرفع راية أحد عظماء الأدب عاليًا بين صفوف الكُتاب والشعراء، فكل الذين وصلوا اليوم للقمة، كانوا بأمس مجرد حالمين، فضيفنا هذه المرة أكد لنا أن المُبدع لا يتوقف مهما مر عليه من صِعاب، فحتى الآن لا يعلم أحدًا سر بناء الأهرامات، فما سر تميز موهبتنا؟، فعزمت مجلة “إيڤرست الأدبية” أن تسلط الضوء على مصباح الأدب تلك، فهل يا تُرى سوف يكشف لنا سر ضيائه الامع؟، تابعونا.

 

فمعنا ومعكم الكاتب والقاص “أحمد المنزلاوي” في العقد الثالث من العمر، حاصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية، كلية دار العلوم جامعة القاهرة، باحث ماجستير في النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة المنوفية.

 

مدرب دولي في فنون وطرائق الكتابة الإبداعية، الأكاديمية الدولية للفنون والإعلام والإبداع “IAAMC”، الولايات المتحدة الأمريكية، عضو اتِّحاد كُتَّاب مصر، وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية ببيروت.

 

عمل باحثًا في مركز الحضارة للدراسات التاريخية، وصاحب مبادرة “صحح تاريخك”، كتب في العديد من الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية: مثل: “مجلة الوعي الإسلامي الكويتية، بوابة الوفد، ساسة بوست، رقيم، قصة الإسلام، الألوكة، وغيرها”.

 

نُشر له نحو 35 كِتابًا أشهرها: “رواية وبينهما حجاب، رواية حديقة الموت، مجموعة قصصية بعنوان: “حلم أبتر، مهارات الكتابة والتأليف، مهارات التفوق الدراسي، كيف تكتب رواية أو قصة قصيرة، فصوص ونصوص، سنة أولى جامعة، الخُلق المفقود، النائمون لليقظة، قصص العاشقين، علمني رمضان”، وله تحقيقات لأمهات كتب التاريخ والأدب، مثل: “ألف ليلة ولية، وبدائع الزهور لابن إياس، والخطط المقريزية” وغيرها.

 

_ الكاتب “أحمد المنزلاوي” حدثنا عن بدايتك في رحلة الإبداع هذه، وكيف كانت البداية الأدبية، وكيف قدمت نفسك للوسط الأدبي، وما قصة أول عمل روائي لحضرتكم؟

 

“الكتابة حبُ والمحبة رزق، ورزقي كان وفيرًا.

 

حُبِّبَت إليَّ الكِتابة منذ الصغر، وأنا في المرحلة الإبتدائية كتبت بعض الآبيات التي اسميها أنا شعر ولكن اكتشفت أنه ليس لها علاقة بالشعر وكنت أحب أن أشارك في النشاطات المدرسية وأشارك في الأبحاث التي يطلبونها ومن هنا تطورت ملكة الكتابة إلى أن نشرت أول كتاب بعد المرحلة الثانوية.

 

لم أقدم نفسي للوسط الأدبي بنفسي ولم أكن في ذلك الوقت أكتب في الأدب، كانت كتاباتي كلها في الإطار التنموي والتربوي، كتب موضوعية أو بحثية، لكن كانت علاقتي قوية بالوسط الأدبي وكانت كُتبي تلقى ذيوعًا بفضل الله ومن ذلك عُرفت في الوسط الأدبي، بالإضافة إلى عملي في التصحيح اللغوي أو كوني محكمًا في لجان التحكيم بحكم تخصصي الأكاديمي وذلك بالطبع وثق العلاقة بالوسط.

 

أما عن أول عمل روائي، فكانت رواية “حديقة الموت”؛ وهي رواية تاريخية عن حقبة إسلامية مهمة، في هذا الوقت كان لا يكتب الكثير في هذا اللون وكان نشرها مجازفة، لكن لاقت قبولًا بفضل الله، وبعدها أصدرت رواية “وبينهما حجاب”؛ كانت الأقوى منها والأوسع انتشارًا وانفتاحًا على الوسط الأدبي”.

 

_لما قرر الكاتب أن يكتب مقالات وكُتب لتنمية المهارات في بداية مسيرته؟ وما الذي وجد فيهما ولم يجده في أي فن آخر؟

 

“المقالة فن مهضوم حق، وهو فن في الأصل أدبي لكنه تأثر بالصحافة فخرج عن الأدب في وقتنا، وعندنا مثلًا “مصطفى صادق الرافعي” ومقالاته البديعة المنشورة في كتاب وحي القلم، والذي دفعني لهذا النوع من الكتب هو أني أحمل رسالة للقارئ أريد أن أبثها بشكل واضح وصريح وبأفكار منظمة، الرواية والقصة لا تقبل المباشرة لذلك لابد من تصالح الكاتب مع نفسه وتحديد هدفه من الكتابة ومعرفة نوع القارئ الذي يوجه له المكتوب، الرواية فن الإغواء والتحايل والرمز هذا قالب آخر لن تجدي معه المباشرة”.

 

_مسيرة حضرتكم الأدبية حافة بكثير من الإنجازات العظيمة والأعمال، هلاّ أطلعت قُرائك أكثر على أعمال الأدبية؟

 

“هذا فضل الله يؤتيه من يشاء، كما سبق لي روايتان هما؛ “حديقة الموت، ووبينهما حجاب”، ومجموعة قصصية بعنوان “حلم أبتر”، وكتاب “بُن محوج” فيه مقالات نقدية، ويضاف لذلك كتاب “كيف تكتب رواية أو قصة قصيرة”، بالإضافة إلى عملي في النقد والتحكيم في مسابقات محلية ودولية وكورسات الكتابة التي أقدمها”.

 

_هل هناك هدف تريد إيصاله لقُرائك من خلال إصدارتك، وما هي أهم المهارات الواجب توافرها لدى الكاتب؟

 

“مجمل ما أهدف إليه من كتاباتي؛ هو بناء الوعي عند جيل الشباب، وعي بدينهم وأخلاقهم وأهدافهم وحياتهم وتاريخهم.

 

أما أهم مهارة عند الكاتب هي أن يعرف كيف يفكر ويعبر عن فكرته، سواء كانت فكرة بحثية أو فكرة روائية”.

 

_تقول: منهجي نابع مني لم يضع ليّ أحد منهجًا من الخارج. كيف تتعاطى مع قضية التجريب في الأدب؟

 

“التجريب أساس الأدب، الأدب يتفاعل مع الخبرات الإنسانية، والخبرات تجربة، فالأدب تجربة، أنا فقط ضد التجريب الذي لا يعتمد على فهم الأصول والقواعد ومبادئ الأدب”.

 

_كتاب “مهارات الكتابة والتأليف”، وكتاب “كيف تكتب رواية أو قصة قصيرة”، من أين جاءت الفكرة، وبناءً عليها هل تم فتح ورش لتعليم الكُتاب المبتدئين أم ماذا؟

 

“الفكرة جاءتني من كوني أحب أن أشارك تجربتي مع غيري، فكوني مؤلفًا عانيت الكتابة والتأليف، وربما لم أجد من يرشدني بشكل صحيح ومنظم في بداية الطريق، أحببت أن أتيح لمن سيكون في مقامي ما لم أجده، فأردت أن أكون داعمًا بتلك الكتابات لكل كاتب ناشئ يحتاج إلى من يوجهه، بالإضافة إلى أن الساحة بها كتابات دون المستوى وأصحابها لا يعرفون خطأهم فكانت المسؤلية تلح لإمدادهم بتلك الخبرة.

 

ومن هذا الهدف أنشأت بالفعل ورش كتابة بدأت من 2017 وهي مستمرة إلى الآن والأشهر بفضل الله على الساحة وخرجت كتابا لهم أعمال يشيد بها القراء”.

 

_والآن نأتي لفقرة أسأل والضيف يجيب، فقد ورد إلينا سؤال موجه لك من أحد المتابعين..

 

*تسأل هل يفكر الكاتب بعمل رواية جديدة يكتبها بالفترة القادمة؟

 

“بالفعل لدي مشروع رواية أو أكثر، وبإذن الله أعمل عليها قريبًا لكني لست متعجلًا وأنسج خيوطها رويدًا، لتليق بالمرحلة القادمة في حياتي وتليق كذلك بقرائي الذين أحترمهم للغاية”.

 

*ما سبب اختيارك أدب المقالات والتاريخ ليصبحا أكثر الألوان كتابةً لهم بالأعمالك وكتاباتك؟

 

“كتبتُ في فنون كثيرة، أبحاثًا ودراسات وكُتبًا، على مدار 14 سنة، في هذه السنوات الكثيرة كنت أتنسم فيها العبير واستروح بين الفينة والأخرى بكتابة المقال، المقال تجديد.. المقال انطلاق.. المقال حرية.. حرية حتى من إطار الكتاب ومخططه وهيكله وعناصره.. المقال سباحة الفكر والعقل.. بوح الخاطر والروح.

 

أما عن التاريخ، فهو متعة في نفسه، متعة النبش في الماضي وتحقيقه وحل ألغازه واستنطاقه لوعي الحاضر معايشة المستقبل، متعة كمتعة الأثري الذي ينقب باطن الأرض ليستخرج كنوزها، التاريخ هو هويتنا ومجدنا وسلالة نسبنا خصوصا التاريخ الإسلامي الذي ما شهدت أمة جمالًا وبهاء مثله وإن احتوى على أخطاء وزلات”.

 

_ما رأيك في المسابقات التى تقوم على نطاق واسع باسم الأدب، وخاصة مسابقات القمة للأدب التى تحت رعاية مبادرة ومجلة إيڤرست الأدبية؟

 

“الحركة الأدبية والثقافية دائمًا بحاجة إلى وسائل دعم كثيرة للنهوض بها وجعلها حركة منتجة للإبداع، قادرة على معايشة الواقع واستشراف المستقبل برؤى فنية صائبة ورؤية فكرية ثاقبة وهذا يتطلب حِراكًا دءوبًا وتواصلًا خصبًا بين روَّاد الأدب والثقافة، وأنا أشجع أي مبادرة تقوم بهذا الدور بين الشباب، وأشكر إيڤرست على ذلك وأشد على أيديكم أن تستمروا”.

 

_لكل مبدع جوّهُ الخاص وعاداته الكتابية، عندما يحتسي فنجان قهوة أو تفاعل مع موقف أو لحن، فما هو جوك الخاص أثناء الكتابة؟

 

“لا أزعم أن ليً جوًا شديد الخصوصية، فأنا مهني في الكتاب أكثر من كوني مزاجيًا، والكتابة تمثل عندي عادة يومية، وتقليد لابد أن أقوم به، ولها عدد ساعات في يومي وكأنها وظيفة، لكن أهم ما احتاجه هو صفاء الذهن ولا مانع من كوب القهوة مضبوط، ثم انغمس في مكتبتي وانكفئ على مكتبي ويمدنا الله بفضله”.

 

_إذا وجد الشيء وجد نظيره، فهل لاقى الكاتب أحمد المنزلاوي في يومٍ نقدًا، وكيف كان تأثير هذا النقد عليك إذا كان هدامًا، وما هي نصيحتك للنقاد؟

 

“بالطبع واجهت نقدًا وأحيانًا نقدًا لاذعًا، لكن طبعي الاهتمام بالنقد حتى وإن كان هدامًا ما دام لم يخرج من المحتوى المكتوب ويتعرض للكاتب في ذاته وشخصه، للأسف واجهت نقدا لشخصة وصل حد السباب والتشهير، هذا لا أعتبره نقدًا، هذه “خناقة في شارع” لا تحتاج سوى صبر حتى يقذف الخصم كل ما في جعبته من أسهم.

 

أما نصيحتي للنقاد؛ عدم الخروج عن المحتوى وأن يكون النقد موضوعيًا ونوجهه للكاتب بأفضل أسلوب في النصح والإرشاد والتربية، فالهدف منه التقويم ونشدان الجمال”.

 

_ما هي أكثر مقولة أثرت فيك، ولمن، وبرأيك الكتابة بالقلم والكتابة الحديثة على الحاسوب، ألها نفس المتعة أم ماذا؟

 

” لمقولات كثيرة، لكني أقدم حديثا للنبي صلى الله عليه وسلم، إذ يقول:”احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ،وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ” أنا أسميها ثلاثية النجاح.

 

الكتابة الحديثة ضرورة ملحة لاحتياجات العصر، لكني أقدم عليها الكتابة بالقلم، أو هي المرحلة الأولى، فهي قادرة على استدعاء الأفكار وانسياب التعبير، ثم هي أحفظ من الضياع، فالكتابة على الحاسوب عرضة للتلف والفقد والمشكلات التقنية”.

 

_هل واجهت بعض الصعوبات في بداية مشوارك الأدبي، وإلي أي مدى سببت كتاباتك مشاكل لك إن وجدت؟

 

“لا شك أن أي بداية لها صعوبات، وجدت بعض المعاناة في النشر.. أغلب ذلك لأن الدور لا تطبع اللون الخاص بي، أو أنها تخشى كسادها، أو أنها تختلف مع نهجها.. لكني كنت مع ذلك مستمرًا في الكتابة وأنا من النوع الذي لا يفكر في النشر قبل الكتابة أنا أكتب ثم يأتي النشر برزقه، وإلى الآن نواجه صعوبات، لكن هذه سنة الحياة، وكما يقول ابن عطاء الله السكندري من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة، وتوجد مشاكل لكن أغلبها مفتعل والحمد لله تمر بسلام”.

 

_كيف ترى تعامل الدولة والرقابة مع الكُتاب والشعراء ودُور النشر؟ وهل قل الاهتمام بتحفيز الروائي والقيام بالندوات والمسابقات الثقافية التى تشجع على كتابة والقراءة؟

 

“ليّ عتاب كبير على المؤسسات الثقافية والجوائز الدولية التي لا تتعرف على الأدباء حقًا، ولا تحتفي بصانعي المعرفة صدقًا، وأكبر مثال على ذلك أن يعيش كاتب كبير ويموت دون أن تعرفه المؤسسة الثقافية في بلده وله مئات الإصدارات، ويعرفونه من ضجيج جنازته، وأقصد الدكتور “أحمد خالد توفيق” رحمه الله”.

 

_ما الشيء الذى تريد قوله، وما نصيحتك لكُتاب المستجدين حتى يرتقوا بالكتابة ارتقاءًا يليق بها؟ ولمن يهدي الكاتب السلام والتحية؟

 

“أقول للكاتب المستجد، استعن بالله، ولا تتعجل، ابنِ نفسك جيدًا وتزود بالقراءة والمعرفة، ولا تتوقف عن الكتابة، احترم قارئك، لا تستهن بعقله، ولا تسفه فكره، قدم له محتوى مفيدًا ممتعًا، واحرص أن تقدم للمكتبة شيئًا آخر غير الورق والحبر، وتحيتي وسلام لرائد الرواية نجيب محفوظ رحمه الله”.

 

_وفي النهاية؛ ما رأيك بالحوار الخاص بنا، ومجلتنا مجلة إيڤرست الأدبية؟

 

 

“حوار جميل وبناء، وأنا أقدم لكم شكري وسعادتي بكم وأرى أن المجلة واعدة وسيكون لها مستقبلًا باهرًا بإذن الله”، وأنا أقدم لكم شكري وسعادتي بكم وأرى أن المجلة واعدة وسيكون لها مستقبلًا باهرًا بإذن الله”.