مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

صديقي الصباح بقلم الكاتبة علياء فتحي السيد

أيها الصباح البديع.. صديقي العزيز.. أنقى وأوفى صديق.. دعني أشاركك بعض وجدانياتي..
نواجه كل يوم العديد من المواقف والأحداث والحكايات.. ألف حكاية وحكاية..
على سبيل أبسط مثال، قد نواجه بعض المشكلات في العمل، علينا حلها بكل هدوء وحكمة..
نحن بطبعنا ربما نكون أشخاصًا غير عاديين، لسنا كالجميع، لا ننظر للمشكلات بسلبية أو باستخفاف لمشاعر وعقول الناس، لا يمكننا تجاهل الأمور والأشخاص..
نحن الأشخاص الحساسون، شديدي التأثر، نضع أنفسنا دومًا مكان غيرنا لنتمكن من تقدير شعور الجميع والتماس الأعذار لهم.
نحن من لا نستطيع أبدًا أن نترك إنسانًا حزينًا أو غاضبًا أو بحاجة للمساعدة دون مساعدته، حتى وإن كان الأمر ليس بأيدينا، فإننا نحاول بكل الطرق أن نجد حلولًا، وإن لم نجدها ذات مرة، نخفف العبء عنه بالكلام والشعور به على الأقل.. كلمة واحدة طيبة قد تخفف عنه الكثير والكثير، شعور واحد تشاركه به قد يمنح قلبه ولو بعض الراحة.
نحن من نتعب بشدة لإرضاء الجميع، خاصة إن كانت مشكلات بين أكثر من طرف.
ولكن أتدري صديقي.. النتيجة دائمًا تُشعِرنا بالسعادة والراحة.. حين تجد أنك قد تمكنت من حلِ أمورٍ قد تبدو بسيطة ولكنها تؤرق أصحابها بشدة..
حين تُدخِل السعادة على قلوب تفتقدها بشدة وتعاني آلامًا عديدة.. تشعر براحةٍ كبيرة، والأهم صديقي أن الله لا يخذلك أبدًا، بل يُعينَك على حلها، لأنه يعلم صدق نواياك..
أتدري صديقي، حين نستغرق وقتًا طويلًا في حل الأمور نشعر بإرهاق، ولكن يختفي كل تعب حين نسعد بالنتيجة، وكأن المشكلة كانت تخصنا نحن، وكأننا قد ملكنا الدنيا بين أيدينا.
نحن من نتحمل إن واجهنا المشكلات في سبيل ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام من قد نستطيع دعمه وتقديم المساعدة له.
قد نبدو ساذجين أحيانًا لأننا نُقحِم أنفسنا في مشاكل، وقد يحاول البعض استغلالنا، ولكننا ندري جيدًا أنه بالحكمة وصدق النية والثقة والاستعانة بالله، فلن يُضيّعنا الله أبدًا، بل قد نجد حكمته الجميلة تُنير لنا طريقًا من نور، وتفتح لنا أبوابَ ودٍ وخيرٍ جديد.
قد نكسب خبرةً وأشخاصًا، والأهم والأجمل أننا نكسب أنفسنا.
غريبةٌ هي الحياة.. مليئة بالأحداث والصراعات.
خاصةً حين يفتح لك مجال عملك، التعامل مع العديد من الناس من مختلف الجنسيات والبلاد، كلٌ بمشكلاته، بظروف بلاده، بمشاعره، بعمله.
فتجد وكأنك تطلعت على العالم بأكمله من مكانك، بل وتشهد العديد من الأحداث وتعيشها معهم.
نحن الأشخاص الحساسون، لا نستطيع التركيز على العمل الذي يخصنا فقط، وتجاهل رغبات واهتمامات ومشاعر الآخرين.
لا أدري صديقي إن كان كل الأشخاص الحساسين هكذا أم لا ! .. ولكن الأكيد لي أني لا أرى من يهتم بهذه الطريقة أبدًا، وكأن جميع الناس أصبح همهم الوحيد هو مشكلاتهم وحياتهم الخاصة فقط.
صديقي.. نحن ذوي القلوب المرهقة من كثرة الشعور.. لا نكتفي بتأثرنا لأجل أنفسنا، بل نشارك الآخرين في مشاعرهم دومًا.
سعادتنا بسيطة.. نستمدها دومًا من إسعاد الآخرين..
يكفينا جدًا جمال هذا الشعور.
صديقي العزيز.. نحن من ننسى مشكلاتنا أمام مشكلات الآخرين.. وربما ننسى ذاتنا إلى أن نصل بهم إلى بر أمان.
قد لا ننام جيدًا من شدة التفكير والتأثر أو الإرهاق، ولكن تأتي إلينا أيها الصباح بصفاءك لتزيح عنا أعباءً تمضي بلطف الله.
صباحيَ الجميل.. أتعلم أنك بنقاءك تُشبِه السعادة عند إدخال سرورٍ على القلوب..
إنني أؤمن بشدة أن الله يُسخر أنفع الناس لبعضهم رحمةً بهم.. فاللهم اجعلنا دومًا من أنفع الناس للناس..
واللهم دومًا قلبًا سليمًا.. وأثرًا جميلًا.