حين خانني الطريق
الكاتبه /إيمان يوسف
لم أكن أظن أن للطريق خيانة، ولا أن الأرصفة تحفظ الغياب أكثر مما تحفظ الخطوات. كنتُ أمشي واثقة أن كل درب يقودني إلى حلمٍ ينتظرني، لكنني وجدتني أعود إلى حيث بدأت، مثقلة بالخذلان.
حين خانني الطريق، علّمني أن الاتجاهات ليست دائمًا نحو الأمام، وأن بعض الطرق تُشبه السراب؛ تلمع من بعيد، وحين تقترب لا تجد سوى فراغ يبتلعك. علّمني أن البوصلة الحقيقية ليست في الخرائط، بل في القلب، وأن كل خطوة بلا يقين مصيرها الضياع.
لم يكن الطريق مذنبًا وحده؛ كنتُ أنا أيضًا عمياء بما يكفي لأصدّق كل لافتة، وأتبع كل ضوء، حتى لو كان ضوءًا مخادعًا يقودني إلى هاوية. لكني اليوم أدركت: أن خيانة الطريق ليست نهاية المسير، بل بداية لاختيار دربٍ جديد، مرسوم بدموعي أولًا ثم بخطواتي الصامدة.
فالخيانة ليست سوى باب، والضياع ليس سوى درس، وأنا مهما تكسرتُ، سأظل أسير… حتى أجد الطريق الذي لا يخون.






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد