📘 اسم الكتاب: الهارب والمطارد – فلسفة التعلّق والانسحاب
✍️ اسم الكاتب: هانى الميهى
الفصل الخامس: حين يختبئ الخوف خلف الكبرياء
🔹 الجزء الثاني
حين يُصاب الإنسان بخيبةٍ لم يتوقعها، يتعلّم شيئًا قاسيًا:
أن لا يُظهر ضعفه، حتى لو انكسر من الداخل.
ومنذ تلك اللحظة، يصبح الكبرياء درعًا ضد العالم،
وسلاحًا يرفعه في وجه كل اقتراب جديد،
كأنه يقول: “لن أخسر مرةً أخرى، ولو كان الثمن ألا أربح أحدًا بعد الآن.”
لكن ما لا يعرفه الهارب ولا المطارد،
أن الكبرياء حين يُبنى على الخوف، يتحول إلى سجنٍ صامت.
تجلس فيه الروح متصلبة، تخاف الخروج كي لا تُصاب،
وتخاف البقاء لأنها تختنق.
وهكذا، يصبح الإنسان حرًّا في الظاهر، أسيرًا في العمق.
الخوف من الرفض، من الانكشاف، من تكرار الألم —
هو ما يجعل الهارب يهرب أكثر، والمطارد يتوقف فجأة.
الأول يظن أن في الهروب نجاته،
والثاني يظن أن في الكبرياء كرامته.
لكن لا هذا نجا، ولا ذاك حَفِظ نفسه؛
كلاهما اختبأ خلف قناعٍ مختلف عن الآخر،
والنتيجة واحدة: غياب اللقاء الحقيقي بين روحين خائفتين.
عجيبٌ كيف يتنكر الحب في ثوب الخوف،
وكيف يرفع الإنسان رأسه عاليًا وهو يعلم أنه يهرب من النظر في عيون الحقيقة.
فما الكبرياء إلا طريقة مهذّبة لإخفاء الارتباك،
وما الصمت إلا جملة لم يجد صاحبها شجاعة النطق بها.
#الهاربوالمطاردفلسفةالتعلقوالانسحاب
#هانى_الميهى






المزيد
شيء يُضاهي التلاقي، ولا شيء يُشبه نظرة الإنسان إلى الإنسان بقلم إيثار الباجوري
الحروب دمار القلوب بقلم مريم الرفاعي
لا يستحق أحد التضحية بقلم سها مراد