المدينة الصامِتة بقلم زهراء حافظ رحيمه
خلف قضبان المدينة الواسعة،
هنالك من اقتصّت أجنحتها،
تتأرجح بين جدرانٍ صمّاء،
وتحلم بسماءٍ لم تلمسها يومًا.
أصوات الناس حولها ضجيج،
لكن داخلها صمتٌ أعمق من الموت.
تمشي كظلٍّ لا يُرى،
تحمل قلبًا مثقوبًا،
وأحلامًا أُجهضت قبل الولادة.
تلك المدينة أطفِئت أنوارها،
وكأن الليل حلّ عليها…
لكنها عتمةٌ أبدية.
بقيت تحاول أن تُشعل طريقها،
إلى أن ذابت شموعُ ربيعها إلى الأبد،
وكأن إعصارًا مرّ بها،
فأخذ كلّ شيء،
ولم يُبقِ إلا رمادًا يتناثر في الريح.
أيُّ مدينةٍ هذه التي تضيق بالروح،
وتسرق من العصافير حقّ الطيران؟
أيُّ رحابةٍ تلك،
إن كان صدرها يضيق بأمنيةٍ صغيرة…
كأن يعيش المرءُ حرًّا؟
غير أنّه بعد أعوامٍ عجافٍ من الصبر،
أمطرت السماء،
وتفتّحت الأرضُ من جديد،
وانبثق من بين الركام غصنٌ أخضر،
يرفع رأسه نحو الشمس…
فالحياة، دومًا، تعرف الطريقَ
إلى قلبٍ أنهكته العتمة.






المزيد
ظـلام قاتـل بقلم فاطمة فتح الرحمن أحمد
صوت الطفولة الذي لا يخبو بقلم: هاجر أحمد عبد المقتدر
ستارة الضوء وعبور الروح نحو الطريق الجديد بقلم د. أمجد حسن الحاج