مجلة ايفرست الادبيةpng
...

مجلة ايفرست

مجلة ايفرست الأدبية

الأنثى حين تستعيد نفسها وتقف من جديد بقلم هاني الميهى

الأنثى لا تبقى في دائرة الانكسار طويلًا، فهي مثل الفراشة مهما أحرقتها النيران تعود لتبحث عن ضوء جديد. تستعيد نفسها ببطء، بخطوات قد يراها الآخرون عادية، لكنها في حقيقتها معركة صامتة تُخاض كل يوم مع ذكريات مؤلمة وحنين يطرق الأبواب.

هي تدرك أن القوة ليست في أن تنسى بسرعة، بل في أن تعيش التجربة كاملة، ثم تنهض دون أن تسمح لليأس أن يبتلعها. تكتشف جمالها من جديد، تضع حدودًا لقلبها، وتفهم أن من يحبها بحق لن يُرهقها بالخذلان.

حين تقف الأنثى بعد الانكسار، تُصبح أكثر بريقًا. تضحك بصدق، تتحدث بثقة، وتُدرك أن الحياة مليئة بالفرص والوجوه الجديدة، وأنها لم تُخلق لتذبل عند جدار شخص لم يرَ قيمتها. هي كالعنقاء، تنهض من رمادها، وتُثبت أن أجمل الحكايات تبدأ بعد أصعب النهايات.

ولأنها تعرف قيمتها، تُصبح أكثر صرامة في اختيارها، وأشد حنانًا مع نفسها. لم تعد تبحث عمّن يُكملها، لأنها فهمت أخيرًا أنها كاملة بذاتها.

ويبقى السؤال: هل العالم مستعد لاستقبال الأنثى حين تعود إلى نفسها أقوى مما كانت؟