وبكت

Img 20250417 Wa0078

 

بقلم: سُــها طارق “استيرا” 

 وبكت وبكت حتى هدأ نحيبها، فظننت أنه غلبها النعاس. من ذا الذي أيقظني من صحوتي؟ 

 

كانت الدموع تسيل من عينيها بحرقة، ومع كل دمعة كانت تشعر أن روحها تتكسر وتتحلل في صمتٍ قاتل. لم يكن من السهل مواجهة هذه اللحظة وحدها؛ ففي تلك الغرفة المظلمة التي لم يدخلها ضوء الفجر بعد، كانت تساؤلاتها تتشابك كخيوط العنكبوت، تتعثر بينها ولا تجد مخرجًا. من أين يأتي هذا النحيب الذي يجعل قلبي يئن تحت وطأة الألم؟ هل هو صدى لذكريات مؤلمة أم هو صوت واقعٍ قاسٍ لا يرحم؟

 

وكلما هدأ نحيبها، كانت تغوص أكثر في بحر من الأفكار والمشاعر المتلاطمة. كانت تتذكر أيام الضحكات والفرح، تلك اللحظات التي كانت تملأ حياتها بألوان مزدهرة كأزهار الربيع. لكن مع كل ذكرى سعيدة كانت ذكرى نحيب تتبعها، تذكرها أن الحياة ليست سوى رحلة مليئة بالتحديات، وأن السعادة غالبًا ما تكون وهماً عابرًا. فظنت أنها غفلت في النعاس، وأنها استيقظت على كسر جديد وأمل زائف، كمن يستيقظ من حلم جميل ليجد نفسه في واقع قاسٍ لا يرحم.

 

وفي أعماق قلبها، كانت تتساءل: هل ستبقى أسيرة هذه الدموع، أم ستجد يومًا ما القوة لتجدد نفسها من رماد الألم؟

عن المؤلف