الطاهر عبد المحسن
يحلُّ رمضان كزائر كريم، يحمل بين أيامه نفحات الإيمان ونسائم الطمأنينة، فتغمر الأرواح سكينة لا توصف. تتهادى همسات الذكر في المجالس، وتتراقص أنوار المساجد في ليالٍ ملؤها الرجاء، فتنبض القلوب بخشوع لا يعرفه إلا من ذاق حلاوة القرب.
في هذا الشهر، تتجلى معاني الرحمة، حيث تمتد الأيدي بالعطاء، وتلين القلوب بالمغفرة، وكأن الكون كله يرتدي ثوب النقاء. يعلو صوت الأذان، فتخفق الأرواح شوقًا، وتلتقي العيون عند موائد الإفطار، يربطها ودّ الدعاء وبركة الاجتماع.
إنه شهر يضيء الدروب للضالين، ويجدد العهد بين العبد وربه، فتولد الأرواح من جديد، نقيةً كغيثٍ غسل ما كان. فهنيئًا لمن أدرك رمضان بقلبٍ عامرٍ بالإيمان، ونهل من نوره ما يكفيه حتى لقاءٍ جديد.
المزيد من الأخبار
لقاء غير متوقع
جروح
التعلق المرضي وتأثيراته