الكاتبة: حياه أحمد
في يومٍ من الأيام، كانت هناك فتاة صغيرة تحلم أن تعيش حياة طبيعية مثل باقي الأطفال، تلهو، تضحك، وتستمتع بكل لحظة. لكن القدر كان له رأي آخر… في كل مرة تحاول فيها الاستمتاع بشيء تحبه، كانت تجد أن الفرح لا يدوم، كأن الحياة تعاندها، كأن السعادة مجرد زائر عابر لا يستقر أبدًا في حياتها.
كبرت الفتاة، وكبر معها إحساسها بالحرمان، لكن بداخلها كانت تحمل أمنية واحدة فقط، حلم علقت عليه كل آمالها، رسمت حياتها بأكملها على أمل تحقيقه. وذات يوم، وجدت نفسها مع شخص لم يكن مجرد حب بالنسبة لها، بل كان أكثر من ذلك… كان إدمانًا. كان هو الملجأ، الأمان، والوطن الذي احتمت به من كل آلامها.
أحبته بكل ما تملك، لم تترك شيئًا في قلبها إلا ووهبته له، بكل صدق، بكل إخلاص. لكنه لم يكن يعلم أن قلبها لم يكن مجرد قلب يُحب، بل كان عالمًا بأكمله يعيش به وحده. كانت تراه النور الوحيد وسط عتمة حياتها، لكنه لم يكن يعلم كم كانت تحتاج إليه، كم كان يعني لها.
وجاء اليوم الذي تحطمت فيه كل الأحلام… حدث خلاف بينهما، ثم انتهى كل شيء. رحل، وغاب، وتركها تواجه وحدها كل هذا الألم. لم يكن مجرد فراق، بل كان انتزاعًا لروحها، انكسارًا جعلها تهوي إلى قاع الوحدة والعذاب.
انهارت، بكت حتى جفت دموعها، كانت كل ليلة تغرق في الذكريات، تتساءل: هل كان مجرد حلم؟ كيف انتهى كل شيء بهذه السهولة؟ كيف رحل دون أن يشعر بمدى احتياجها له؟
مرت الأيام والشهور، ولم يكن مرورها سوى مزيد من العذاب. لم تستطع تجاوز الأمر، لم تستطع حتى التفكير في شخص آخر. كيف لها أن تحب بعده وهو الذي أخذ معها كل مشاعرها؟ كانت تائهة، تحاول التمسك بأي أمل للعودة، لكنه لم يعد، ولم يلتفت أبدًا لما تعانيه.
كل لحظة كانت تمر وكأنها سنوات، كل مكان تذهب إليه يذكرها به، كل شيء حولها يحمل بصمته، حتى صوتها حين تنادي باسمه في أحلامها كان كالصدى يعود إليها بلا إجابة.
حاولت أن تتعافى، لكنها لم تجد في العالم علاجًا لألمها، لأن جرحها لم يكن مجرد ذكرى، بل كان جزءًا منها، جزءًا ينزف كل يوم دون أن يلتئم.
فهل سيعود يومًا؟ أم ستجد القوة يومًا ما لترحل كما رحل هو؟
المزيد من الأخبار
لقاء غير متوقع
جروح
التعلق المرضي وتأثيراته