كتبت منال ربيعي
حين سقط نور الجوهرة على جبين حورس، ارتجّت الأرض تحت قدميه، وانبثقت منه هالةٌ من النور الأزليّ، كأنّ الشمس ولدت من رحم الظلام من جديد. اشتعلت في عروقه قوة الملوك، وحكمة الآلهة، وشراسة الصقور حين تمزّق قيود الريح. وقف هناك، شامخًا كعمود السماء الأول، كأول حرف نُقش على الحجر، كالأبدية حين تتجسّد في صورة محاربٍ لا يعرف الانكسار.
كان جسده من النور، لكن قدميه من الأرض، فكان ابن السماوات، وحارس كيمت، وحامل إرث أوزوريس الذي لن يُمحى أبدًا. أطلق صرخةً اخترقت جدران الزمن، فارتجفت الضفاف، وانتفض النيل، وكأنّ الكون ذاته يعترف بسيّد جديد، بوليّ الحق، بمارد النور الذي لن يُهزم.
وحين التقى بجيش ست، لم يكن مجرد محارب، بل كان الإعصار الذي يقتلع الجور من جذوره، والبرق الذي يشقّ ستائر الليل، والميزان الذي يعيد لكلّ شيء وزنه في كيمت. قاتل بيدٍ تمسك النور، وبعينٍ ترى الحقيقة، وبقلبٍ يحمل ميراث إيزيس، ميراث الصبر والإرادة والخلود.
وفي نهاية الصراع، حين سقط ست إلى ظلامه الأبديّ، وقف حورس على قمة المعركة، وأعلن للعالم أجمع:
“أنا ابن كيمت، أنا حاميها، أنا الذي لن يدع الظلام يلتهمها مرة أخرى. فمنذ الآن، سيظل النور حيًّا في جدران المعابد، وفي قلوب الأحرار، وفي كلّ من يحمل اسم هذه الأرض بين ضلوعه.”
وهكذا، بقيت كيمت خالدة، كما أرادها النيل، وكما سطّرها القدر، وكما أقسم حورس ألاّ تسقط أبدًا.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية