السرقة الأدبيّة، جرحٌ غائرٌ في نثرنا

Img 20250227 Wa0067(1)

 

كتبت: ملاك عاطف

الأدب رسالةٌ سامية، وتوثيقٌ مخلّدٌ بالرقّي، وأثرٌ منقوشٌ على صفائح دماء اللّغة الجارية في شرايين الثّقافة. والأدب حكايةٌ طويلةٌ تتشابك أذرع فصولها؛ لتلمّ بكلّ مناحي الحياة على حدٍّ سواءٍ من التّعبير البارع، ولسانُ كلّ فردٍ خانت كلماتُه أحاسيسَه، ولمسةُ شفاءٍ تطيّب وقائع التّاريخ بمراهم التّشابيه. والأدب سيّدنا، وفصاحتنا، وتراثنا، وحاضرنا، ومستقبلنا، وروحٌ أخرى لروحنا. 

فكيف لعراقةٍ مجيدةٍ كهذه أن تقع في شباك التّلصّص؟ وكيف يكون للتكنولوجيا يدٌ في إخفاء آثار مثل هذه الجريمة البشعة باختلاق إبداعٍ مزيّف؟ وما السّبيل إلى إحاطة الأدب الخالص بسياج وفائنا؟ وهل تنفعه الصدف الّتي نضبط بها المختلس يتلطّخ بوحل ورطته، هل تنفعه هذه الصدف المعدودة على الأصابع، والآيلة للانعدام سورًا؟

الاختلاس القاهرُ هذا وجعٌ ينغز حرفي، وجرحٌ يدمي ساعاتي الّتي أمضيها رفقة الأقلام والكتب، وغصّةٌ تقهر كلّ نثرٍ أكتبه بريشة الفرادة النقيّة من شوائب التّقليد والابتذال.

السرقة الأدبيّة جرحٌ، ونزفٌ، ووجعٌ، وجرمٌ، وحرام، حرامٌ يا معشرَ الكتابة؛ فحذاري حذاري من اجترارٍ خلف شيطان الذّكاء الّذي أوشك أن يبيحَ تبنّي النّصوص المسروقة!

عن المؤلف