حـبٌّ تــحــت ظــلّ الله

Img 20250224 Wa0069

بقلمي:- سلسبيل حسين

إلى من رزقني الله به…

 

لم يكن الحب في نظري يومًا وهجًا يخطف القلب لحظةً ثم يخبو، ولا وعدًا عابرًا تحمله الرياح حيث تشاء، بل كان يقينًا بأن أجمل الأقدار هي التي يختارها الله لنا، وأعظم النعم هي التي تأتينا ببركته. والحمد لله، فقد رزقني حبًّا في معيته، رجلًا صالحًا، تقيًا يخاف الله، فتطمئن له الروح، ويركن إليه القلب، رجلاً لا تهون عليه دموعي أبدًا، رجلًا لم يكن خيارًا عابرًا، بل اختيارًا نابعًا من يقينٍ بأن الخير كل الخير فيما ارتضاه الله لنا.

 

رجلٌ يحب والديه، يبرّهما كما يبرّد الغيث عطش الأرض، يقدّر، يحترم، يعامل الناس بأخلاقٍ تليق بإنسانٍ يجعل الله في قلبه قبل كل شيء. رجلٌ لا تغرّه المظاهر، ولا تهزه التقلبات، بل يبقى ثابتًا على مبادئه، صادقًا مع نفسه ومع من حوله. معه، أدركت أن الحب ليس لحظة انبهار، بل هو سكينةٌ تسكن الأعماق، وثقةٌ بأن اليد التي أمسكت بيدي اليوم لن تتركها غدًا.

 

نحن اليوم في بداية الطريق، بيننا مسافاتٌ وأيامٌ لم تجمعنا بعد، لكن بيننا ما هو أعظم: نيةٌ صادقة، وقلبان يلتقيان في الدعاء أن يكون ما بيننا طاهرًا، مباركًا، محفوظًا بعين الله. لم يجمعنا بيتٌ واحدٌ بعد، لكننا نجتمع على ذات المبادئ، ذات الأمل بأن يكون القادم كما نرجو، بل أجمل مما نتخيل.

 

أدرك أن الحب لا يُختبر في بداياته، بل في صموده أمام الأيام، في قدرته على البقاء رغم كل المتغيرات، في الثبات على العهد رغم المسافات، وفي الخوف من الله قبل الخوف من فقدان بعضنا. وأعلم أنني اخترت الرجل الذي لن يكون شريك حياتي فقط، بل شريك إيماني، شريك دعواتي، شريك أحلامي التي أريدها أن تنبت في أرضٍ طاهرة، لا أن تتلاشى في زحام الدنيا.

 

قد اخترت من يصلحني، من يأخذ بيدي إلى الجنة، لا من يضلّني عن الطريق. اخترت رجلًا يجعل الله أول أولوياته، لأن من كان الله في قلبه، لن يخذل من كان في حياته. اخترت من تكون طاعته لله سابقةً لحبه لي، لأن من يخشى الله في أفعاله، لن أحتاج معه إلى قلقٍ أو حذر.

 

الحمد لله الذي رزقني إيّاه، وجعل حبه هديةً وعوضًا ورحمةً لقلبٍ لم يطلب سوى الطُهر في زمن المتغيرات. وأسأل الله أن يكون حبّنا شاهدًا لنا، لا علينا، نورًا يضيء دربنا، لا فتنةً تطفئ بركتنا، وأن يجمعنا دائمًا على طاعته، وفي ظلّه يوم لا ظل إلا ظله.

 

﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].

عن المؤلف