كتبت: ملاك عاطف
أحيانًا تكون الابتسامة صدقةً من شخصٍ يرجو أن يكون ثوابها دعوةً تزيح عنه همًّا، أو تفتح له بابًا تعسّر على سعيه فتحه. وأحيانًا تكون عادةً ألفها أصحاب القلوب المشرقة والأرواح النقية، وقد تكون مرآةً يرى صاحبها من خلالها مستقبل أحلامه الوردية وهي في ريعان إزهارها، بينما لم تظهر غراس بوادرها بعد. وقد يبتسم أحدهم لأنّ الابتسامة هي العدوى الوحيدة التي لا تنقل المرض، بل يمكن أن تكون هديةً معنويةً لا تُقدَّر بثمن، ويمكنها أن تكون شفاءً للأمزجة من تعكيرها، وراحةً للأنفس من ضياعها وشتاتها.
كلّ ابتسامةٍ، لو نظرتَ في إنائها، لوجدتَ ما لا يخطر على بصرك من تناقضات الحياة؛ لوجدتَ صدقًا يتلألأ براقًا، وزيفًا باهتًا ونفاقًا، وحبًّا شديدًا وأشواقًا، وكذبًا وخداعًا غسّاقًا، ووجعًا بالوهن عبّاقًا!
وراء كلّ ابتسامةٍ حكاية، ووراء كلّ حكايةٍ حلاوةٌ أو ربما غصة. وفي كلّ بشاشةٍ ترياقٌ معدٍ، وبين ثنايا كلّ عدوى لمعانُ بهجةٍ، ولكن ليس الخفيّ كالظاهر؛ فغالب ما يتجلّى لنا هو من وهم الأقنعة، والأقنعة، مهما بدا رونقها أنيقًا زاهيًا صافيًا، تظلّ هشّةً تسقطها تجاعيد المعاناة المتوارية خلفها!
“ليس كلّ من ابتسم سعيدًا، أحيانًا تكون الابتسامة جدارًا يخفي وراءه الكثير.”
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية