الطاهر عبد المحسن
في عمق الليل، حيث يسود السكون وتختفي ملامح النهار، تنبض الظلمة بحكايات لا يسمعها إلا من أرهقته الأيام. هناك، بين همسات الريح وأنين الذكريات، تتجسد الأحلام الضائعة في ظلالٍ باهتة، تعبر سماء القلب كما تعبر الغيوم وجه القمر.
الليالي المظلمة ليست مجرد عتمة تحيط بنا، بل هي مرآة تعكس ما بداخلنا من خوفٍ وحنين، من آمالٍ توارت خلف غبار الواقع. في صمتها القاتل، نسمع أصوات قلوبنا، ونتلمس جراح أرواحنا، ونبحث عن شعاعٍ خافتٍ يبدد وحشتها.
لكن، مهما اشتد سواد الليل، فإن للفجر موعدًا لا يخلفه. ففي النهاية، حتى الليالي الأشد ظلمة تحمل بين طياتها وعدًا بالنور، وتهمس لنا بأن كل حزنٍ عابر، وكل جرحٍ له شفاء، وأن بعد العتمة، لا بد أن يشرق ضوء جديد.
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية