حلم

Img 20250206 Wa0402

كتبت/ مريم نصر 

 

الحلم، ذلك العالم الذي يفتح لنا أبوابه في اللحظات التي يغمض فيها عيوننا، هو رحلة إلى مكان لا تحده حدود، ولا تسجنه قواعد الواقع. في الحلم، نكون أبطال قصتنا، نختار مصيرنا، ونعبر إلى عوالم من صنع خيالنا. لكن الحلم لا يقتصر فقط على ما يحدث أثناء النوم؛ فهو أيضًا تلك الرغبات التي نسعى لتحقيقها في حياتنا اليومية، والطموحات التي تملأ قلوبنا، وتدفعنا للاستمرار رغم العثرات.

كل واحد منا يحمل حلمًا في داخله، حتى لو كان صغيرًا أو يبدو بعيدًا. بعض الأحلام تكون واضحة وسهلة المنال، بينما تكون أخرى غامضة، يصعب الوصول إليها. ومع ذلك، فإن الحلم ليس مجرد أمنية، بل هو الوقود الذي يحركنا في الحياة، يعطينا الأمل في أوقات الظلام، ويمنحنا القوة لمواجهة التحديات.

الحلم هو ما يجعلنا نطمح إلى شيء أفضل، إلى حياة أرقى، أو إلى تحقيق هدف طالما حلمنا به. إنه تلك الرغبة في التغيير، في التطور، في أن نكون شيئًا أكثر من مجرد ما نحن عليه الآن. بعضنا يحقق حلمه بمجرد أن يضع خطوته الأولى، وآخرون قد يظلون يطاردونه لسنوات، لكن هذا السعي بحد ذاته هو ما يجعل الحياة مليئة بالأمل والحركة.

لكن ماذا لو تلاشى الحلم؟ ماذا لو شعرنا أن المسافة بيننا وبين حلمنا أصبحت شاسعة، وأن الطريق إلى تحقيقه مليء بالعوائق؟ في تلك اللحظات، قد نشعر بالإحباط، ولكن الحلم لا يموت بسهولة. إنه يقيم في أعماقنا، حتى عندما نعتقد أننا فقدناه. ربما يحتاج الحلم إلى تعديل، أو إلى مسار مختلف، ولكن لا يزال يحتفظ بقيمته.

وفي بعض الأحيان، يمكن أن يتحقق الحلم بطرق غير متوقعة. قد نصل إلى أهدافنا بطرق مغايرة لما توقعنا، أو قد نكتشف أن الحلم الذي سعينا لتحقيقه لم يكن هو ما نحتاجه بالفعل. وقد يكون الحلم نفسه قد تغير أثناء الرحلة، ومع كل خطوة نخطوها، يكتسب لونًا ومعنى جديدًا.

الحلم، إذًا، ليس فقط غاية نصل إليها، بل هو رحلة مستمرة. إنه ما يعطينا الدافع للاستمرار في السعي، ويمكّننا من أن نعيش الحياة بكل شغف وتفاؤل. لذلك، علينا أن نتمسك بأحلامنا، وأن نؤمن بأننا قادرون على تحقيقها، مهما كانت الصعاب. فالحلم هو في النهاية ما يجعلنا نعيش الحياة بشغف، ونخلق من لحظاتنا قصصًا تستحق أن تُحكى.

 

 

عن المؤلف