كتبت: ملاك عاطف
“ليس كل صمت رضا، أحيانًا يكون خيبةً لا تجد ما يقال بعدها”
نعم، هذا الصّمت الّذي هو شقيق السّكوت ، وانعكاسه، وظلّه، ومرآته يكسر علامات الرّضا في أحايين كثيرة، يكسرها؛ ليتطرّف إلى أقصى نقاط الرّفض، ويستنبط لغةً جديدةً لمقاومة الخذلان، ويسطّر خطوطًا جديدةً من الخيبات الّتي لا تسعها صفحات الكلام.
نحن نصمت حين يخوننا التّعبير، وحين تباغتنا الصّدمات، وحين يقرّر السّكوت أن يصير جيشًا؛ فيدافع عن قيمته الّتي تساوي الذّهب، ويقاتل من أجل أن ينتصر على الثرثرة ويثبت بلاغته.
الصّمت بيتٌ لردّات أفعالنا الّتي جمّدها صقيع الضّيق، ومأرزٌ لجراح أرواحنا الأبيّة بكرامتها، وتأوّهٌ مكتومٌ نهرب إليه كلّما تجلّت في أعماقنا قوّة التّخلّي وحلّة التّغاضي، وعزٌّ لكبرياء أخلاقنا المطوّق بجواهر ملّة الإسلام.
الصّمت جنديٌّ باسلٌ في ساحة البَوْح الخالية، وماءٌ طهورٌ يطفئ نار غضبنا، ويغسل عقلانيّتنا من غبار الطّيش والتّسرّع معيدًا إليها بريق اتّزانها ولمعان رزانتها.
ولكي يكون الختام مسكًا نعقّم به التهاب قلوبنا، ونسكن به ضيق صدورنا المثقلة بكلام النّاس، سأعيدها: “ليس كلّ صمتٍ رضا،” أحيانًا يكون حكمةً وإيمانًا، وأحيانًا يكون ثمنًا لراحة البال!
المزيد من الأخبار
عزة النفس أولاً
جميعنا أشرار!
نعمة العافية