الكاتبة: رضا رضوان (وتين)
مفترقات الطرق لابد أن تجتمع، فلا داعي لأن نحزن والله معنا.
نعود إلى الماضي الذي يكسر الإنسان، فبعضهم يعود إليه بسبب الحنين والبعض بسبب الجراح التي لا تزال آثارها قابعة وله علاماته الخاصة.
حين كان الملكان صديقان، كانت هناك حفلة تقام في قصر الملك ريتشارد دعا فيها جميع من يعزهم، ومن ضمنهم الملك أيسلند أخاه التي أنجبته له الدنيا. كانت الحفلة بمناسبة ولادة الأميرة، آنذاك كان الملك أيسلند لديه آرثر الذي يبلغ من العمر 7 أعوام، وفتاة رضيعة بعمر السنة الواحدة اسمها ساندي، كانت طفلة جميلة، تلفت الأنظار إليها، أما آرثر فقد كان طفل هادئ ورزين، يحمل الطباع الملكية. أتت زوجة الملك أيسلند معه، كانت سيدة لطيفة وجميلة المنظر، تجذب الأنظار إليها.
عندما كان الجميع سعداء، فقد كانت الحفلة تدل على البذخ والثراء، الرقص والغناء، والأميرات والأشخاص من الطبقة النبيلة، كان الجميع هناك سعيداً، معدا قلة يتمنون الخلاص من الملكين وتفريقهما عن بعض. فقد اتفقوا أن الليلة سينهون أمر الملك أيسلند ويتهمون الملك ريتشارد، وهكذا ستنشأ حرب بين الدولتين، هكذا كان مخططهم الشنيع. خططوا ودبروا وحاكوا الأمر ببراعة، فقد قدم الملك ريتشارد غرفة للملك أيسلند وعائلته بعد انتهاء الحفلة لكي يرتاحوا وفي الصباح يغادروا، ولم يحسبوا حساب القادم.
كانت زوجة الملك أيسلند في الغرفة، تلعب مع طفلتها ساندي بكل حب، وآرثر يلعب قرب الباب بدميته الخشبية، لتلتفت زوجة الملك: آرثر طفلي الجميل تعال والعب مع أختك قليلاً لأني سأذهب لكي أبدل ملابسي، حسناً صغيري.
ليهز آرثر رأسه بابتسامة على محياه قائلاً: حسناً أمي حبيبتي لك ذلك.
قام بتهيئة ساندي للعب معها، لتصدر ساندي أصوات طفولية وكأنها تفهم آرثر وتضحك، ليضحك معها، ما بها صغيرتي هاه؟ التفت له وسرعان ما كانت ابتسامته لها تختفي، رأى النار تلتهم الغرفة ويصرخ: حريق! النجدة! حريق! ساعدوني!
بكاء ذلك الطفل والنار اشتعلت في القصر بأكمله، حول آرثر الخروج ولتفت إلى جميع الجهات يبحث عن مخرج، رأى أن أخته الصغيرة لا تتحرك، ليهم إليها بعيون لهثة، ساندي!
ساندي أختي أرجوك استيقظي، ليحتضنها بين كفيه ويبكي حتى أحرق دموعه خذًا ليصرخ حتى بح صوته: ساندي أختي! آه آه آه!
في تلك الليلة خرج الملكان من القصر، لم يعلمان عن ما حصل، ليهما إلى القصر وقد احترق، استطاع الناس إنقاذ الملكة وطفلتها، واستطاعوا إنقاذ الجميع معدا زوجة الملك أيسلند، التي احترقت جراء الحريق. أما آرثر وساندي فقد أخر جوهما، ولكن يا للأسف لقد ماتت ساندي، بسبب ثاني أكسيد الكربون الذي اختنقت به كونها طفلة لازالت لم تكمل عامها الثاني.
كانت ليلة، خسر فيها الملك أيسلند زوجته وطفلته الصغيرة، لذلك اعتقد وأيقن أنها خطة الملك ريتشارد لقتل أسرته، وهكذا تم افتراق الصديقين بسبب أشخاص حثالة، يحبون القتل.
لنتوقف هنا ونرسو السفينة هنا، لنتقل في مينائها القادم، لنعلم ماذا حصل بعدها؟
المزيد من الأخبار
سموم سوء الظن
أميرة الماضي الأسود
أذْكُر أنني نمت بعد انهيارٍ مُفزع فاستيقظت شخصًا لا أعرفه