سارة أسامة النجار
عندما يأخذني الفرحُ بعيدًا، أُحلِّقُ في فُقاعاتٍ ملونة، نحو فضاءٍ خالٍ من الضغينة، حيث أنسى مخالبَ الخذلان التي ظلت تدمِّر روحي.
أدُقُّ طبول الفرح بين سماسرةِ خيبات الأمل، وأنتظر منهم صفقاتٍ من المباركات، فيواجهون سذاجتي بوعودٍ زائفة، تُرسم بألوان الطيف مكان ندبات قلبي. حينها، يذوب نضجي، ويغلبني رشدي، فأعود طفلةً في الخامسة، تبيع قلبها مقابل قطعة سكاكرٍ ملونة.
وعلى أطلال محطة الوفاء، حيث تموت الوعود، ينكسر جسرُ الوصال، ويفوتني قطاري، فتصفعني الحياة لتعيدني إلى واقعٍ مُرّ، فأستفيق من سكرتي، وأسترجع مرساة إدراكي.
بعد ذلك، أتأمل في حماقتي، كيف لي أن أضع قدمي على عتبة جلادي، وأنتظر منه ريشة سلامٍ؟ ولماذا قدم لي فنجان الود، بينما أغلال خذلانه كانت تلتف حول قلبي؟ أين كان عقلي حينما حلقت مع أجنحة الفرح؟
أسئلة لا تداوي خطيئتي، والإجابات لا تكتفي إلا بتوصيفي بالأحمق، تاركةً لي العذاب، لأنني أدفع ثمن سذاجتي. ربما في المرة القادمة، سأتأمل طويلاً قبل أن أعود للركض نحو بسطات البهجة.
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة