ڪتبت. أميره محمد عبدالرحيم
الصبر ليس مجرد انتظار صامت، بل قوة داخلية تمنح الإنسان القدرة على التحمل والتجاوز. هو ذلك الضوء الخافت الذي يبقى مشتعلًا وسط ظلام الأزمات، وهو اليد التي تمسك بنا حين تتعثر خطواتنا. لا أحد ينجو من اختبارات الحياة، فالجميع يمر بلحظات ضعف وألم، لكن الفارق يكمن فيمن يتسلح بالصبر، ويرى في المحن فرصة للنمو. الصبر ليس استسلامًا، بل هو إيمان عميق بأن لكل شيء وقته، وأن الأيام ستجلب معها ما ننتظر. كم من حلم تأخر لكنه تحقق في وقته المناسب، وكم من ألم كان طريقًا لاكتشاف الذات. إن من يصبر لا يضيع، بل يجني ثمار انتظاره حين تصبح الظروف مواتية، وحين تتفتح أمامه أبواب لم يكن يدرك وجودها. إن الصبر يُعلمنا الحكمة، يُهذب أرواحنا، ويمنحنا قوة لا يدركها إلا من اختبر مرارة الانتظار. حين نصبر، لا نعطي الحياة فرصة لكسرنا، بل نُثبت لها أننا أقوى من العثرات، وأننا نؤمن بأن لكل ضيق فرجًا، ولكل جرح شفاءً. فليكن الصبر رفيق دربنا، لا ضعفًا، بل سلاحًا نواجه به تقلبات الأيام. ولندرك أن الحياة لا تسير وفق رغباتنا دومًا، لكنها تهبنا ما نحتاجه في الوقت المناسب. فالصبر ليس مجرد احتمال الألم، بل هو ثقة بأن الغد سيحمل لنا ما هو أجمل مما مضى.
عن المؤلف
المزيد من الأخبار
لقاء غير متوقع
جروح
التعلق المرضي وتأثيراته