9 فبراير، 2025

تساؤلات في جوف الليل

Img 20250131 Wa0003

 

كتبت: هاجر حسن 

 

في جوف الليل الساكن، نظرت إلى مصحفي، وسجادة صلاتي، وسألت نفسي في صمتٍ عميق: ما الذي يحول بيني وبين التحليق في سماء رضاك يا الله وبلوغ قربك؟ 

شردتُ برهةً في بئر من التأمل، باحثةً في أعماقي لعليّ أصل إلى إجابة تقودني، فهمس هامسٌ بداخلي: 

 

قد يكون ما يحول بيني وبين رضاك: 

ذنوبٌ تهز قلبي كأمواج بحر مضطرب، ومعاصٍ ترتجف لها روحي كجبل يخشع لعظمتك. 

 

مخاوف من ألا تُقبل توبتي، تلفني كظلامٍ ثقيل يخنق أنفاسي، ويغمرني في ظلماتٍ لا أرى معها نور الرجاء.

وخجلٌ يرافقني، كلما دعوت، خوفًا من تقصيري وغفلتي.

 

وقد يكون:

فتنٌ كالغيوم الداكنة تشوش سماء عقلي، وتبعثر أفكاري.

وساوس نفس شيطانية تبث أنفاسها في صدري، كحيةٍ سامة تُسمم فكري.

 

وتعثراتٌ من قرينٍ ماكر، كلما استقمتُ، أضلني.

وفتورٌ عميق يأسرني كالمحكوم عليه بالسجن الأبدي.

 

لكنني أفقتُ من الهمس، وشعرت بهالةٍ من اليأس تهمس في عقلي، فاستعذتُ من شيطان النفس، وأدركت أن بيني وبينك بابًا متسعًا، مفتوحًا يُسمى: “باب العفو”، بداخله رحمتك الواسعة التي وسعت كل شيء… وأدركت أن بيني وبينك قلبًا صادقًا يخشاك، ويستشعر رحمتك في كل وقت.

 

فأسرعتُ ودعوتك دعوةً صادقةً في جوف الليل، حتى تمحي تشتتي، وتسكن خوفي.

 

همستُ: يا رحمن، خذ بيدي إليك،

وأنر دربي.

اغفر لي ذلاتي، واعف عن تقصيري، وقني شر فتور يوهن روحي.

 

أرزقني قربًا منك يضيء روحي

وهديًا على سنة نبيك، يرفع من شأني، وينجيني من ظلامات النفس.

 

ثم ثلاشى الصمت، واختلط صوت ‘الله أكبر’ بهمسي، ليبعث في روحي بشارة الأمل، وكأن أذان الفجر قد أتى ليبدد همسات اليأس.

عن المؤلف