إلى متى ستهرب؟

Img 20250129 Wa0104

 

 

كتبت: خولة الأسدي 

 

مساءَك حبٌّ أيها المراوغ!

أكتبُ لك اليومَ لأخبرَك أني أؤمِّلُ لُقياك غدًا. أعلمُ أني لم أتَّفقْ معك على ذلك، وما كنتُ لأستطيع، ولكني آملُ، وليس الأملُ بجُرمٍ.

 

في الحقيقة، ورغم عبثيَّة الموعد، فقد استعددتُ له بأفضلِ ما استطعتُ، ولا أخشى شيئًا بعدَ عدمِ حضورِك، سوى أن يكونَ ذلك الحضورُ بعدَ ذهابي!

فقد نسيتُ أن أخبرَك أنَّك لستَ موعديَ الوحيدَ للغد!

نعم، أنتَ الشخصُ المُنتظَرُ بتوقٍ، ولكنَّ الموعدَ المضروبَ هو لآخَرَ، في حقيقةِ الأمرِ، لا يَعنيني لقاءه كثيرًا رغمَ أنَّه سيكونُ سببَ خروجي!

 

ودَعْكَ منه، ومن لِقائي به، وحاوِلْ أنتَ الحضورَ مبكرًا، فقد طالَ غيابُك يا هذا، وأنا امرأةٌ مَلولةٌ، ولا أضمَنُ لك وفاءَ بقايا صبري.

بالإضافةِ إلى ذلك، فهُنالك الكثيرُ من الأمورِ المتوقِّفةِ على مجيئِك، والأشياءُ التي أريدُ مشاركتَها معَك، ولا أرى مانعًا لك، بل العكسُ، فكلُّ الأحداثِ والأسبابِ تدعوكَ، ووحدَكَ من تختلقُ الأعذارَ لتستمِرَّ في ضَياعِك السَّرمَدي، كأنَّ لُقيانا قَدَرٌ ثقيلٌ على روحِك، تُريدُه، وتكرَهُ بَزَّةَ الإلزامِ التي تُضفي عليه ملامحَ الجديَّةِ التي تمقُتُها، كما يقولُ تهرُّبُك!

ولكن أينَ المفرُّ؟

هه!

عن المؤلف