كتبت ملاك عاطف
الحرّيّة أن تتعافى من الحملقة في سقف التّوقعات، وأن تنفكّ عن تلك المشاهد الّتي ترسمها في مخيّلتك وتجعل لها أرضًا تقيم فيها في كون واقعك، وأن تسرّح عطاءك سراحًا جميلًا؛ فينصبّ حيثما شاء، كغديرٍ دافقٍ لا يحسره مقابل، أو ردّ جميل. الحرّية تشبه الأكسجين؛ تسبح في فضاء كينونتها الممتدّ، وينهل منها الجميع، كلٌّ على قدر حاجته أو على قدر خبرته في تحصيلها ربّما. لكنّها لا تحصر بيد، ولا تقدر على تصويرها عدسة عين، ولا ترضى أن تفنى، أو تستهلك، أو تُصيّر بأمرٍ من أحد!
إنّها حرّةٌ دومًا بلا حدٍّ، ولا قيدٍ، ولا متملّكٍ، ولا محتكرٍ، ولا حتّى شاري. الحرّية، يا عزيزي، هي أن تعيش باكتفاء، وتنزع عنك أوهام الرّغبة في العتاب، وتحرق دفتر المقارنة بين ما تفعله أنت وما يفعله الآخرون؛ لأجلك، أن تئده قبل أن يتضخّم. الحرّية هي أن لا تنتظر شيئًا؛ فإذا ما أُعطيتَ، تطيرُ في سماء الفرح والامتنان بلا أجنحة. وتذكّر أنّ رأس الحرّية هو المقولة الشّهيرة: “تبدأ حريتك عندما تنتهي حرّية الآخرين”. فلا تدع حرّيتك تفيض بمضايقة الآخرين، ولا تسمح أن يحتلّ أحدٌ حرّيّتك.
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات