لماذا دائمًا نحن المذنبون في حياة الناس؟

Img 20250126 Wa0199

 

 

لـِ سها طارق 

 

لماذا يُنظر إلينا كأننا مذنبون دائمًا، وكأننا مصدر كل الأخطاء والندوب التي لا يُمكن محوها من ذاكرة الآخرين؟ لماذا تُلقى علينا اللوم وكأننا نكتب فصول القصة السيئة في حياتهم؟ هل كُتب علينا أن نكون دائمًا ونسيج الاتهامات، وكأننا السبب في كل قسوة واجهتهم؟

 

هل نحن من سببنا لهم المعاناة، أم أن تلك المعاناة كانت قدرًا محتومًا، جُبلوا على مواجهته؟ لماذا لا يرون أن الحياة نفسها هي رحلة مليئة بالتحديات والصعوبات، وبدلًا من ذلك يختارون إلقاء أعبائهم على كاهلنا، وكأننا الخطأ الوحيد في قصتهم؟

 

فهل نحن حقًا المذنبون، أم أن هناك من يفضل إلقاء اللوم على الآخرين للهروب من مواجهة الحقائق الصعبة التي تحاصرهم؟ هل سيأتي يوم يكتشفون فيه أن كل ما يحدث لهم هو نتيجة اختياراتهم وأفعالهم، وأننا لم نكن سوى أدوار ثانوية في مسرح حياتهم؟

 

أصبحوا، في زمن تكتنفه الضغوطات، لا يمتلكون الشجاعة لمواجهة التحديات بأنفسهم. فبدلًا من البحث عن حلول أو مواجهة الأمور بشجاعة، يلجأون إلى الوسيلة الأسهل، وهي إلقاء التهم على من حاولوا التفاهم والتواصل بصدق.

 

عبرة

 

الحياة ليست دائمًا عادلة، وقد نجد أنفسنا في مرمى الاتهامات بشكل غير عادل. لكن يجب أن نتذكر أن تحميل الآخرين أوزارنا ليس حلًا. علينا مواجهة الأمور بشجاعة، ونفهم أن التحمل الحقيقي للمسؤولية هو ما يؤدي إلى النمو الشخصي والراحة النفسية. في النهاية، السلام الداخلي يأتي من إدراكنا أننا لسنا المذنبين دائمًا، بل أحيانًا نكون مجرد ضحايا للظروف التي لا نستطيع التحكم فيها.

عن المؤلف