حب منذ الولادة (2)

Img 20250123 Wa0092

كتبت منال ربيعي

أصبح يوم مروة لا يكتمل إلا إذا تناقشت مع مروان.

كانت لا تشعر أبدًا أنه غريب عنها، وكانت تقسم لنفسها أنه أول من تحدثت معه. كل من سبقوه كانت تحذفهم من ذاكرتها دون أدنى تفكير. كانت تناديه “أخي” وهي صادقة، وهو كذلك… لكن هل توقفت القصة هنا؟

 

تطرقا إلى الحديث عن الكتب، والقصص، وكل شيء. كانت تحترمه كثيرًا لأدبه الجم وحسن خلقه.

لكنها سألته يومًا عن سبب تنكره للحب في المجتمع.

 

مروان (يتنهد وهو ينظر إلى الشاشة):

 

سأقص عليكِ تجربتي الوحيدة مع من أحببتها، بل جعلتُ لها القلب ملجأ.

لم تفكر للحظة حينما آتاها من يناسبها… وألقت بحبها لي من نافذة عقلها بلا تردد.

أهذا هو الحب يا أختاه؟ فكري في بحثكِ أو أي عمل تنجزينه في حياتكِ، ولا تذكري ذلك الزعم الكاذب.

 

مروة (بتردد):

 

طيب، أأنت الآن لا تحب زوجتك؟

 

أصابها الندم الشديد حينما سألت هذا السؤال، فكرت بحذفه، لكنه قرأه.

 

مروان:

 

والله، أنا أعاملها بمودة ورحمة، ولم أفكر قط في خيانتها.

 

مروة (تحاول تغيير جو الحوار):

 

طيب، ألا توجد أشياء مشتركة بينكما تجعلك أسعد؟

 

مروان:

 

أشياء مشتركة؟ حقًا، لا

ودارت أفكاره في رأسه: كيف يقول لها إنه رغم ثقافته تزوج… وكيف لها أن تعرف أنه تزوجها ليهرب من ألم حبه اليائس؟ أراد أن يعالج قلبه، فأصابه بداء أكبر… الملل.

 

زوجة لا تنظر إليه حينما يكون مهمومًا لتحاول التخفيف عنه، ولا تمسح على رأسه إذا أصابه صداع، بل يعلو صوت التلفاز بالأغنيات.

 

مروة:

 

أهي لا تصلي؟

 

مروان:

 

لا تصلي. نصحتها كثيرًا، فلم أجد منها غير رد واحد: “الله من سيحاسبني، ليس لك شأن”.

 

مروة:

 

تقول لك هذا الرد؟

 

مروان:

 

نعم.

 

مروة:

 

لك الله يا أخي.

 

مروان:

 

لا عليكِ، بورك فيكِ. حياتي هكذا واعتدت عليها.

 

مروة (محاولة أن تهون عليه):

 

أكتب بعض الشعر، سأرسل لكَ.

 

مروان (مبتسمًا):

 

حسنًا.

 

مروة:

 

إذا ضاق بك أمر فارفع البصر إلى السماء.

أنت عبد، ولك سيد يلبي إذا مكروب دعاه.

يعطي ويجزل في العطايا، لا خاب قط من بسط لله يداه.

 

مروان:

جيدة جدًا، استمري.

 

 

مروة:

حقًا…؟ (تتردد للحظة) سأستأذن لبعض الأمور.

 

انتهى اليوم… لا، لم ينتهِ.

ازداد ذلك الشعور داخلها، فقررت أن تغلق حسابها لبعض الوقت.

أهذا خوف أم ماذا؟

 

يتبع…

عن المؤلف