10 فبراير، 2025

أعظم محبة

24e714794387ce2b09b390f6adf86ffc

كتبت: زينب إبراهيم 

حدثتها بلوم قليلاً: وهل نعلم متى ينتهي الأجل أيتها الصغيرة؟ لا زال هناك أمامك حياة طويلة لتعيشنها لا تقولي ذلك مجددًا.

الفتاة بلا مبالاة: لا تقلقي أمي إنها أمنية لن تحقق أبدًا مثل غيرها من الذين حكم عليهم بالاعدام دون الخضوع إلى محاكمة.

الأم احتضنت ابنتها قائلة: الحمدلله دائمًا وأبدًا على كل حال، فحياتنا أفضل بكثير من غيرنا.

الفتاة ابتسمت لها: أمي أنا لا أبدي اعتراض على حياتي أو أقنط من رحمة اللّٰه، لكن أود أن أحقق ذاتي مرة واحدة دون أن أفزع في نومي أو صحوي بضرب والدي لي أو نهره عن حلم جال بذهني أرأيتِ إلى ماذا آلت حالتي منه؟

سمعت الأم صوت زوجها الجهوري وهو يقول: أين أنتِ أيتها المرأة عديمة الفائدة وابنتك الفاشلة في كل شيء؟

الابنة دمعت عيناها قائلة: لم أر من قبل السموم تسمع أو تبثق من أفواه البشر على هيئة كلمات وحروف؛ إلا من ملسن أبي العزيز.

الأم ضحكت على صغيرتها الجميلة ذات العيون الطفولية والروح المرحة رغم ضجرها من حياتها حثتها على اللحاق بها وهي تلعن بنفسها قدوم والدها، فهي تحب الحديث والتنفيث عن غضبها مع أمها.

الأب: لي ساعة أحدث نفسي أين كنتن؟

الفتاة: نعم أبي، تفضل ماذا تريد؟

الأب: أغربي عن وجهي لا تملكين دمًا في وجهكِ فقط تتحدث بلسان بقدر طولها وأكبر.

الأم: كنا نجلب بعض الأشياء من فوق، ماذا هناك؟

الأب: لتقومي بعمل كوب من القهوة الزائدة يا عديمة الجدوى أنتِ.

الفتاة بانصياع: حسنًا. 

ذهبت قبل أن تستمع إلى مزيد من كلمات والدها المعسولة والمحلاة بالعسل من جمالها تاركة خلفها والدتها تتحدث معه.

الأم: ألا ترى أن قسوتك زائدة مع ابنتك؟ 

الأب: بدلاً من نصحها لسمع كلماتي وتنفيذ أوامري تحدثيني عن قسوتي يا هاملة.

الأم: هي تستمع لك دون أن تجادلك.

الأب: ينقصني أن تجادلني ابنتي ذات الملسن الطويل.

الأم لذاتها: لا يوجد جدوى مو حديثي معك.

الفتاة: تفضل أبي.

الأب: هيا قومي بإعداد الطعام مع والدتك شيئًا تفعلينه به فائدة غير لهوك بالهاتف طيلة الوقت.

ذهبت الفتاة إلى المطبخ وهي تنازع دموعها الهاطلة على وجنتيها بوابلة، حتى لا تسقط أمام والدتها وقامت بإنهاءه جالسة في غرفتها متقوقعة على ذاتها تاركة الدموع تعلم طريقها وهي تصرخ بداخلها” لم يعد لدي طاقة أمقت حياتي ولا أريدها”. ذهبت لإحضار السكين الحاد عازمة على قطع شريانها وتنهي حياتها؛ لكن مهلاً هل هي من أعطت لنفسها الروح حتى تأخذها أو تكتب لها النهاية؟

عن المؤلف