كتبت: هاجر حسن
تتناثر الحروف حولنا، كل حرف يحمل نبضًا، يروي قصة، حكاية سرية، شعرًا يبحر بنا إلى عوالم الخيال. من الألف إلى الياء تتدفق خواطر وحكايات، متناثرة على الأوراق أو مضيئة على الشاشات، لكنها دومًا حاضرة، أو هكذا نظن.
ولكن، ماذا لو اختفت الحروف؟ ماذا لو فقدناها في لحظة، كأن الرياح حملتها بعيدًا أو تبخرت في السماء بلا أثر؟
ماذا لو جف الحبر، وعجز القلم عن رسم الكلمات، لغياب الأحرف التي تنسج منها العبارات؟
هكذا حال الكاتب حين ينغلق فكره، يواجه صمت الحروف. ضجيج العقل وصمت المشاعر يغرقان روحه. يمسك بالقلم فلا يجد إلا فراغًا موحشًا، كأن الأحرف قد اختفت إلى الأبد، وكأن الحكايات التي كانت في رأسه قد تلاشت مع اختفاء الأحرف في زوايا مظلمة.
إنه ما يعرف بـ “بلوك الكاتب”، ذلك السكون الثقيل الذي يبتلع الكلمات، والحرب الداخليه التي تشتعل بين جدران العقل والقلب.
صراع يخوضه الكاتب، يبحث في رحلة شاقة في أعماقه عن كلماته التي تبددت. إنه ألمٌ يشبه الغرق، وضجيج كصراخ مكتوم يملأ روحه وعقله، لكنه يظل يقاوم. فكما يهدأ البحر بعد تلاطم أمواجه، تعود الحروف يومًا من متاهات العقل.
الحروف ليست مجرد كلمات متناثرة، إنها جزء من روح الكاتب. كل حرف ينبض بالحياة، يحمل صوته الخاص، حكايته الخاصة.
فلكل كاتب معركة تسمى “بلوك الكاتب”، تختفي فيها الأحرف في غياهب عقله، لكنها تظل تنبض، تنتظر أن يناديها من جديد لتعود وتُعيد معه تشكيل الكلمات، لتبحر على الأوراق.
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة