حوار: قمر الخطيب
عندما يتحد الطموح مع القوة، والأمل مع العزيمة والإصرار، والفن مع التميز والإبداع في مساحات الأدب والاحتراف، سيولد هنالك كاتب أجاد في أفكار وأسلوبه فتميز بهما دونًا عن غيره، فدعونا نتعرف عليه عن قرب.
*عرف قُراء المجلة عنك بشكل أكثر تفصيلا؟
رهف راتب الحجلي، من سوريا، مواليد ٢٠٠١، حائزة على شهادة دبلوم تقاني في العلوم الصحية اختصاص التخدير.
*متى وكيف اكتشفت ولعك بالكتابة تحديدًا؟
في عمر العشر سنوات ، حيثُ خضتُ معاركاً طاحنة بالنسبة لقلب طفلة لا زال قلبها هش لا يحتمل لأن يُثقل بالهمومِ، إلّا أنَّ تلك المآسي جعلت مني شخصاً لم يكن بهذه القوة و الصلابة لولاها، فبعد كُل كربة كانت تقتحمني، كان قلمي يقتحم مَكتبتي و ينثرُ حُزني فوقَ السطور، إيماناً منّي بأن لا أحد يكتم السر دون أن يفلت منه عند أول خصومة أو في لحظاتٍ معطوبة سوى الورق
و لهذا أعتنقتُ الإيمان بالبوحِ للدفاتر منذ أواخر عقدي الأول فغديتُ أنقشُ عنائي و أبعثرُ حزني و أنا مُطمئنة بأنني أبوح لأبكم..
ثمَّ تطوّر الأمر لأن اكتشف حُبي و شغفي و موهبتي في التأليف و أنا في الاربعة عشر من عمري حيثُ كان لي تجارب متواضعة في كتابة السيناريو ، و تعاون متواضع مع الكاتب حسام يوسف الذي أثنى على موهبتي، ثمَّ و بعد إنهاء رحلتي الجامعيّة قررتُ العمل على مشروع رواية حيثُ كانت ” رواية صنديد ” هي البداية أو الانطلاقة الحقيقيّة نحوَ وجهتي، و لا زال في خاطري الكثير من الخطط لأعمال مستقبليّة اسأل الله عز و جل أن يسخر لي طرقاً أتقاطعُ فيها مع أحلامي .
*من الداعم الأول لك منذ بدايتك؟
لم أتلقَ دعماً ملموساً و إنما كانت الآراء الإيجابيّة حولَ نصوصي و كتاباتي و أفكاري تشحنني بولع الاستمراريّة نحوَ تحقيق هدفي، بينما الداعم الحقيقي لي كان و لا يزال هو شغفي في الكتابة و خيالي الفني الواسع .
*متى جاء إليك فكرة تأليف هذا العمل ؟
جاءت الفكرة أوّلاً مندرجة تحت نوع الإثارة و الرعب، فانطلقتُ منها إلّا أنني و أنا أكتبُ تكاثفت الأفكار في رأسي و تشابكت حتّى قررتُ أن أزيح عن هذا النوع فجعلتُ البداية قاعدة لأن أبني عليها مسار مُختلف عن المخطط له، حتّى خرجت الرواية بهذا المضمون .
*لماذا جاء هذا العمل يحمل إسم هذا الاسم المميز ؟
عندما يحمل العمل شيئاً أو جانباً من معنى اسم البطل، لا بأس من أن يحمل اسمه أيضاً.
*كيف تتوقع ردود أفعال القُراء على عملك الأدبي؟
من نظرتي المتواضعة أرى أنَّ القارئ سيتشوق لمعرفة المزيد من الأحداث و عند طي آخر ورقة ستختلط مشاعره بين الحزن و الفرح و التعاطف مع الشخصيات، و الإعجاب.
*ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الإجتماعي في حياتك ككاتب؟
بالتأكيد صار لوسائل التواصل الاجتماعي دوراً و تأثيراً كبيران على حياة الأشخاص على العموم و على حياة الكاتب بشكل خاص حيث صار قريباً من جمهوره، يلتمسُ تأثير كلماته من خلال الآراء التي تُنشر و تُكتب عنه و من هنا يمكنه معرفة نقاط قوته و نقاط ضعفه و مدى قربه من الجمهور، كما تساهم مواقع التواصل الاجتماعي في فتح آفاق جديدة له من خلال معرفة دور نشر مناسبة لتطلعاته و أهدافه، ناهيك على أنّها أصبحت بمثابة سوق لترويج أعماله أو اسمه إن صح التعبير، و هذا ما نلتمسهُ جميعاً حيث صار أغلب القُرّاء يبحثون عن أسماء كُتب روايات عن طريق الانترنت، و هناك كُتّاب كثر ساعدتهم مواقع التواصل الاجتماعي في الانتشار و الشهرة إلى جانب موهبتهم و ابداعهم .
*صف حال مسيرتك الأدبية؟
لا زلتُ في بداية الطريق لكنني أرى أنَّ الطريق مُزهراً و مكتظاً بالنجاحات و العلم عند الله.
*كيف جاء تعاقدك مع دار “نبض القمة”؟
من خلال بحثي عن دار نشر تتيح للكاتب الانتشار و تحترم قلمه و قدراته و تتعاون مع تطلعاته، فوقع الاختيار على دار نبض القمّة، أشكر كل القائمين على العمل فيها و أخص بالشكر الأستاذ الكاتب وليد عاطف .
*ما هي مميزات وسلبيات الوسط الأدبي بالنسبة لك؟
هناك سلبيات و مميزات كثيرة لا يمكن حصرها بتعداد معين، كما أن الآراء تتضارب و تختلف حسب موقع و تجربة كل كاتب على حدى، لكنني شخصيا أرى أنَّ أبرز السلبيات هي المقارنات و ليس فقط في الوسط الأدبي لكن في كثير من المجالات و الأماكن، بينما أسمى المميزات أراها تكمن في تبادل الخبرات و الاستفادة من تجارب ونجاحات و عقبات الغير .
*ما الذي تطمح في تحقيقه في الفترة المقبلة؟
النجاح فقط، و في قناعتي يكمن النجاح في قدرة الكاتب على شد القارئ لقراءة عمله و العيش في أحداثه كما لو أنه يشارك الشخصيات حيواتهم، بالإضافة إلى الانتشار و وصول الأعمال إلى أكبر فئة ممكنة من القرّاء على ألا يكون العمل مجاني لا يحمل قيماً أو إفادةً أو دروساً ولو في شكل مُبطن .
*إذا أُتيحت لك الفرصة بتوجيه رسالة إلى أحد الكتاب المميزين؛ فمن يكون وما مضمون هذه الرسالة؟
تزاحمت اسماء كثيرة في رأسي عند تلقي هذا السؤال ، يمكنني قول أنه ليس هناك كاتب محدد فالمبدعون كُثر و القائمة تطول.
أود أن أوجه رسالة لكل كاتب مبدع، و أقول لهُ الكاتب ليس فقط كاتباً و إنما مُحاميّاً قد يطرح قضايا و يدافع عنها، عالماً قد يحلّق في الخيال العلمي فيما ينفع العلم، باحثاً في علم النفس ، مُدرّساً يبعثر معلومات قيّمة بين الصفحات و مُعلّماً يكتب قصصاً تتعظ الناس من مضمونها ،… إلخ، لكل منكم أثرٌ مميز و بصمة متفردة تتيح للقارئ الغوص في عوالم متنوعة و تفتح له أفق جديدة و تثير في نفسه تساؤلاتاً و تتيح له خوض مغامرات و حكايا لم يكن يعيشها دون أقلامكم، منبركم ثمين جدّاً، شكرّاً لكل كاتب انتهز هذا المنبر فيما ينفع .
* ما رأيك في التعامل مع دار نبض القمة؟
سلس ومُريح، الدار داعمة جدّاً للمواهب فالتعاون معها بمثابة صفقة ناجحة لأي كاتب، و أنا شخصيّاً مُتفائلة جدّاً لكوني أصبحتُ فرداً منها.
*أخيرًا في الختام ما رأيك في حوارنا هذا؟
سُعِدتُ جدّاً به، حوار زاخم و بسيط، شكراً لكم على هذه اللفتة الجميلة.
المزيد من الأخبار
ديوان دم وربابة للشاعر أحمد محمد العزوني على رفوف دار نبض القمة
الكاتب كمال إبراهيم وديوانه” عيل قليل الأدب” داخل أسوار نبض القمة
الكاتبة رماح عبدالجليل ومجموعتها القصصية بين طيات دار نبض القمة