9 فبراير، 2025

الإيمان بالنفس

Img 20250113 Wa0007

 

بقلم: سارة عماد. 

 

في عتمة الليل، عندما يسود الصمت وتكون الأفكار أصدق الأعداء، نجد الشك يتسلل إلى قلوبنا مثل ضوء القمر الخافت، يُذكرنا أننا قد نكون أقل مما نطمح إليهم، وأن الأحلام قد تتلاشى مثل دخان عابر، نبدأ بالتساؤل عما إذا كنا على الطريق الصحيح، وما إذا كانت الطموحات التي نحملها تستحق العناء.

لكن، في خضم هذه المعركة الداخلية، هناك سلاح قوي يمكن أن يقف في وجه الشك: الإيمان بالنفس، الإيمان ليس مجرد كلمة نردّدها، بل هو شعور عميق ينبع من القلب والعقل؛ إنه القدرة على رؤية القيم الفريدة التي تعيش بداخلنا، والكفاءات التي نملكها، والقدرة على التعلم، عندما نقف أمام مرآة الشك، يجب أن نكون قادرين على رؤية أنفسنا بعين الفخر والثقة، وأن ندرك أن كل تجربة، سواء كانت نجاحًا أو فشلًا، تُضيف إلى سفر حياتنا، من السهل أن نتأثر بكلمات النقد أو الخوف من الفشل، ولكن يجب أن نتذكر أن كل إنسان عظيم واجه شكوكًا تسللت في قلبه، كل ابتكار وكل إنجاز بدأ كفكرة لكن الشك كان موجودًا، وفي تلك اللحظات، وقع الاختيار على الإيمان بالأمل والمثابرة، يمكننا أن نتسلح بالتعليم والمعرفة، فكلما زادت معرفتنا، قلّ الشك الذي يعترينا. 

القراءة، الاستماع إلى تجارب الآخرين، واكتساب مهارات جديدة، كل ذلك يعطينا القوة لمواجهة الشكوك؛ فنحن بحاجة إلى بناء استراتيجيات لتطوير النفس؛ لنضع مرشدين في طريقنا، ونسعى لتحقيق أهدافنا برؤية واضحة وثقة تتجدد كل يوم.

وفي ختام المطاف، الشك قد يكون مخيفًا، ولكنه أيضًا فرصة للتأمل؛ فبالإيمان والمثابرة، يمكننا أن نحول هذا الشك إلى قوة دافعة نحو تحقيق ما نسعى إليه؛ فلنجعل من الإيمان بالنفس سلاحًا نواجه به الشك، ولنتذكر أن هناك دائمًا ضوء في نهاية النفق، ينتظر منّا الشجاعة للإيمان بأننا نستحقه.

عن المؤلف