حياة في ثنايا الألم

Img 20250113 Wa0003

 

 

كتبت: خولة الأسدي

 

 

وكأن ثقبًا بحجم الكون في قلبي!

 

ثقبٌ يمر من خلاله كل شيء، مُخلفًا برودًا جليديًا، بما في ذلك الهواء الذي لشدة إيلامه، أتمنى لو كنت أستطيع التوقف عن تنفسه!

 

أنا فقط أتنفس، وأقوم بكل شيءٍ بدون روح!

والأمرّ من كل ذلك، الألم الذي يخلفه كل فعلٍ!

أشعر أني أقتل نفسي بإجباري لها على الاستمرار في عيش روتين الحياة المعتاد، فيما لا تحتاج أكثر من غيبوبةٍ طويلةٍ، ويا حبذا لو لم تفق منها!

 

تمرُّ ساعات اليوم، وأنا خائرة الروح وجعًا، وأتصرف عكس ما أشعر، ولا أسمح لنفسي بالانهيار، وحين يأتي الليل، وأتوسل الراحة من الدمع.. يخذلني حتى هو!

فأبيتُ أصارع الألم، فيصرعني خنقًا، وأغيب في غفوةٍ من وجع، لا يلبث أن يوقظني منها بصفعةٍ قاسيةٍ لحقيقةٍ يُنكرها قلبي عند كل إستيقاظٍ!

 

وسبب لي الألم من تلك الصفعات.. الخوف من النوم، الذي أصبح عملية تعذيبٍ مريرةٍ، سواءً بأحلامه المخادعة، أو بالحقائق الصادمة التي يقذف بي إليها ما إن أتمادى في تصديق رؤاه الخادعة!

 

وحتى البكاء.. أمسى غريبًا!

يراني أحترق وجعًا، ولا يُطفئ نيران حزني بدمعة!

فتتجمع سيول الدمع في حنجرتي، لكن قهرًا من نوعٍ خاص يسد مجراها، ويمنعني من لفظها، فأختنق بها، وأشعر لفرط الألم أني على وشك الخلاص موتًا!

 

وأحيانًا أخرى، تمر ذكرى بسيطة، فتضرب كياني كعاصفةٍ مباغتةٍ برقيةٍ رعدية، ويهطل المطر بغتة!

وأجهش في نحيبٍ أجش؛ بفعل خواء كياني. يهدأ بسرعة ما بدأ، تاركًا جراح روحي تشتعل ألمًا بتوقٍ لأمطار قلبي، التي أصابها القحط في موسمٍ غير مناسبٍ البتة!

 

آاااه يا إلهي!

أريد أن أبكي!

أريد ملء هذه الحفرة التي حفرها الحزن في روحي!

أريد سد هذا الثقب الذي يحتل كياني!

أريد لهذا الألم أن يتوقف، أو على الأقل أن يكون أكثر إنسانيةً فقط!

عن المؤلف