لم أعد أملك موهبة الحديث

Img 20250109 Wa0030

 

بقلم: سارة عماد. 

 

في زوايا غرفتي المظلمة التي تحاصرني، أجد نفسي غارقة في أفكاري، وكلماتٌ تراودني، لكنها لا تجد طريقها إلى الخارج، كنتُ أملك موهبة الحديث، لكن اليوم، يبدو كل شيء كأنه قد تلاشى، أصبح الصمي إلزامًا عليّ؛ كأنني أحمل ثقلًا لم يعد بمقدرتي تحمله، تستمر الأصوات من حولي، لكنها لم تعد تعنيني، وكأنني أستمع إلى همسات بعيدة، وفي لحظات سابقة، كنت أشارك الآخرين مشاعري، آمالي، وأحلامي، لكنني الآن أرى أن ما يجول في صدري ليس له صدى، كأنما أحاديثي تحطمت على عتبات الزمن، ام يكن الصمت ضعفا ولا تكبرًا، بل إحساسًا عميقًا بالملل من تلك الكلمات الدقيقة التي لم تعد تحمل أي معنى، لقد تعبت من البقاء في دائرة الحديث العقيم، تعبت من طرح الأسئلة دون إجابات، ومن التصريحات التي لا تثير أي ردود أفعال، أحيانا تبدو الأحرف كالأدوات الموسيقية التي لا تعزف لحنًا، بل تكتفي بإصدار أصواتٍ فارغة، وفي تلك اللحظات أُفضّل أن أحتفظ بأفكاري لنفسي، وأن أعتنق الصمت باعتباره السكون والهدوء الذي أحتاج إليه في فوضى هذه الحياة.

لكن في قلبي، لا تزال الرغبة تدور، أريد أن أستعيد تلك الموهبة، أن أخرج من قوقعتي، وأتحدث من جديد، أريد أن أستمع لتلك الوظيفة الإبداعية للكلام، رغم كل التحديات التي يواجهها التعبير عن النفس؛ لعل هناك فرصة ستأتيني، تفتح أمامي أبواب الحديث، وتعطيني الجرأة للاستمرار.

عن المؤلف