كتبت: زينب إبراهيم
خلف جدران الحياة توجد العديد من القصص والروايات التي لا يعلمها الكثير وبداخلها يوجد أيضًا أناس شتى، فهناك من يحيا حياته بفكاهة ولا يكترث لأي شيء يحدث أو يعطي له بال، وهناك من هو صارم في عيشته يأخذ كل شيء على محمل الجد في جل أموره، هناك من يبصر الحياة بمنظور آخر أنه لن يأخذ في عيشته سوى الذي كتبه له الرزاق وهو عليه أن يسعى فحسب، هناك صنف آخر من البشر الذي يرى أنه ظلم ولم تنصفه يومًا الحياة برغم ما يملك من نعم لا تعد ولا تحصى؛ لكن ما حدث له في ماضيه من مظلمة وجور على حقه، فهو يشعر بمدى النقص في عدم اتخاذ ما يستحقه في طريقه وكذلك يضع ذاته محط مقارنة طوال الوقت مع الآخرين ويقول: لماذا أخذ فلان تلك الوظيفة؟ ألست أنا أحق بها؟ لماذا فلان تزوج قبلي ومن يحب أيضًا لا زلت أعزب؟
ينعي حظه طيلة حياته ولا يحرك ساكنًا؛ لكن هناك من هو قانع عن نصيبه وقسمته في الحياة، فلديه يقين تام أن الرزاق أعطى لكل امرئ ما فيه المنفعة له وما يصلح له؛ لأنه رزقه بعدما سعى واجتهد فيما يبتغيه، حتى أنه يحزن في البداية هو بشر يمكنه الشعور بتلك المشاعر؛ لكن في النهاية الرضا هو الغالب على أمره ويمضي في سبيله كأنه لم يقدم على تلك الزيجة أو العمل الذي كان يحلم به، حتى أنه يقول دائمًا وأبدًا في قرارة نفسه: الحمدلله دائمًا وأبدًا قدر الله وماشاء فعل.
هو يعلم تمامًا أن تلك الحياة التي يحياها الآن مقدرة عليه من قبل أن يولد، فلا يجوز له أن يقنط من رحمة اللّٰه أو يعترض على قضاءه؛ لذلك هلك نبتة الحقد قبل أن تنمو أكثر بداخله، بتربية فؤاده على نعمة الرضا والقبول بما كتبه الرحمن إليه، بكونه لن يأخذ في حياته؛ إلا ما كتب له، على عكس ذلك المضطغن الذي يتمنى زوال نعمة الغير رغبة بها ومع ذلك لا يستشعر السعادة أو التؤدة مطلقًا؛ حتى أنه يظل في مخططه الذي يعلم أنه الصواب على عكس إفكه الذي لا يبصره، فعيناه عميت عن نعم ربه الجلية في كل شؤونه بدلاً من شكره عليها ظل ييأس من حياته المملة والتعيسة من وجة نظره إلى أن أصبحت نبتة الحقد شجرة عملاقة تضمر ورائها حقيقة الحياة الفانية وفضل الرحمن البارز للجميع سوى ذاك الضاغن.
المزيد من الأخبار
وجع الانتظار ومتاهة الاختيار
الألم
الورقة