كتبت: خولة الأسدي
وجلستُ أُشاهد تفاصيلَ أُمنياتِ قلبي المجسدة، مبتسمةٌ بحزنٍ حارقٍ، والقهرُ يصرخُ مستنكرًا، ليردِّدَ الوجعُ صرخاتهُ في شراييني، وأنا أتساءلُ بحسرةٍ: لماذا؟!
لماذا حينَ وجدتك أخيرًا، بهذه الابتسامةِ التي طالما كانت عنوانَ الفتنةِ بالنسبةِ لي، وهذا الشَّعرِ الكثيفِ الذي لا يَقِلُّ عنها سحرًا، وهاته الأناقةِ التي كانت أهمَّ مُطالبي، ناهيكَ عن الأخلاقِ، والثقافةِ، وحتى القلبِ الأزرقِ والكوتشِ الأبيضِ، وجدتُهما لديكَ، ليُضاعِفا حَسرتي، وبقيةَ التفاصيلِ الكثيرةِ التي شاءت الأقدارُ أن تكونَ فيكَ أنتَ، الذي عَنى لي كُلَّ شيءٍ، ولم أَعْنِ لهُ شيئًا سوى مجردِ فتاةٍ أخرى، لربما لفتت نظرَه، ولكن حتمًا لم تؤثرْ به ولو عُشرَ ما أثرَ بها!
لماذا حينَ أتيتَ أخيرًا، كنتَ الفرصةَ الضائعةَ؟!
لماذا؟!
وأنظرُ في عينيكَ الواسعتين مُتسائلةً: كيفَ كان سيبدو أطفالُنا ولهم والدةٌ بجمالي، ووالدٌ بوسامتِك؟
وماذا عن الذكاءِ؟
هل كانوا ليكونوا بمثلِ ذكائي؟ أم غبائِك؟
آه نعم، غبيٌّ أنتَ، ولا أدلَّ على ذلكَ من أنهم لن يوجدوا لِيُثبتوا ذكاءَك!
وأُدقِّق في التفاصيلِ أكثر، فإذا بشهقةِ خشيةٍ تُزيلُ ابتسامةَ الوَلَهِ من على شَفتيَّ وأنا أَهمِسُ في سِرِّي بقلقٍ: ولكن! أي نعم أن الحواجبَ الكثيفةَ فاتنةٌ، ولكن… ماذا لو كان لبناتِنا مثلُ حواجبِهِ؟! أوه يا لها من مشكلة!
ثم أستفيقُ من أحلامِ قلبي المخبولِ، على كابوسِ الحقيقةِ المُرَّة، فأهزُّ رأسي بعنفٍ كأني أُحاولُ نفضَ أفكاري الغبيةِ، وأنهضُ باحثةً عن عملٍ يُنقِذُني منك، أو ربما من نفسي!
المزيد من الأخبار
إلى فيروز نهاد حداد
الوقت لا يشفي الجراح
الاختلاف والتغيرات