حوار/ أسماء عبد الخالق
فتاةٌ لا تهتم بسن، وتواجه الكثير بنفسٍ راضية رُغم إنها وحيدة بالمعنى الحرفي للكلمة، لا أب، ولا أم.. هي فقط، تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة، لم تكتف بوظيفتها الحكومية ولم تحب أن تقف في هذا المجتمع مكتوفة الأيدي بل ثابرت وجاهدت كي تساهم في خدمة الكثير والكثير من خلال عملها كممارس.
اختيارها لهذا المجال تحديدا لم يكن من فراغ فهو حالة طبيعية جدا، ويمكن القول بأن كل شخص سبق ومر بتجربة كهذه حتى ولو بحالات جزئية .
فهي تجربة فريدة من نوعها ، فعندما تستغرق في قراءة كتاب معين، وعندما تركز كل التركيز بمشهد أو فيلم معين، وعندما يغرق ذهنك بالأفكار والتركيز بموضوع معين، فهذه كلها حالات طبيعية من التنويم الإيحائي، حيث ينصب التركيز الذهني الشديد الذي يضع كل الأشخاص والأشياء من حولك خارج نقطة التركيز تلك. وقد لعب التنويم المغناطيسي لآلاف السنين دورا كبيرا في مجال الشفاء والمداواة.
وقد اختارت هذا المجال برغبة داخلية ملحة لخدمة الأخرين، بل وانطلقت في مجالات أخرى متعددة منها قراءة الوجوه ومعرفة تفاصيل الشخص من خلال ملامحة، فهي فتاة خرجت عن إطار المألوف ليس لتحقق ذاتها وحسب بل ولتثبت نفسها بجدارة في هذا المجتمع دون مساعدة من أحد، فقط هي الداعم والعين لذاتها الهشة المنهكة والقوية في الوقت ذاته.
ساعدتها مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا في نشر مقالاتها وكتاباتها حول تخصصاتها المختلفة، فابهرت الغريب قبل القريب وإثبات استحقاقها لكل شهادات التقدير التي حصلت عليها وأصبحت واسعة الانتشار اكثر من مثيلاتها في مثل سنها فلقد سبقتهم بعشرات السنين برجاحة عقلها وحكمتها وتأنيها في اتخاذ قراراتها ، كما أنها غيرت محيط اليأس وخرجت منه لبوابة الأمل بنفس راضية..
إنها الأستاذة سحر عبد المنعم ممارس تنويم بالايحاء.
ماذا كان شعورك أول مرة مارستي فيها التنويم بالإيحاء؟
_ كنت متخوفة على الدراسة وخاصة مما رأيته في أفلام السينما، لكن قررت الخوض واكتساب الخبرة في المعرفة..
وأدركت أن العقل الباطن هو القوى الخفية لكل واحد فينا من ذكريات وأفكار وخلافه ولكننا للأسف لا نستطيع التواصل معه بشكل احترافي منطقي..
وهذا كان اختصاص التنويم بالإيحاء، فالجلسة كانت مميزة، هدفي وشغفي بالحياة، مسار اليوم بعد تحديد الهدف، عشت الحلم بكل تفاصيله، فتعلمت وفهمت إنك كلما رسمت صورة فالعقل اللاواعي يصدقها وسيعتبرها حقيقة وسيتعامل معها على هذا الأساس، فسيخرج من أعماقك ومكنوناتك كل ما يؤهلك لتحقيق هذا الهدف بمنتهى الثقة.
هل طبقتيه على نفسك؟ كيف كان التأثير عليكِ كشخص ناضج ومدرك تمامًا لما يقوم ؟
_ آه طبعا، في جزء من التنويم بالإيحاء معتمد على التنويم الذاتي، ولابد أن يكون الشخص واعي ومدرك تمامًا لأبعاد هذا العلم، حتى تكون جلسة ذاتية ناجحة.
فالتأثير كان طبيعي جدا، وكنت واضحة جدا وصريحة تمامًا مع ذاتي، وساعدتني كثيرًا.
فعلى سبيل المثال هناك جزئية اسمها الرجوع بالعمر، وهي خاصة بمعالجة الصدمات ويكون بها مواجهات مع أشخاص إما إنها صعب الوصول إليها أو إنها قد توفاها الله منذ زمن، وهذا جيد لأنك تواجهي وتكتشفي خلال الجلسة ماذا كان رد فعلها في هذا الموقف، ولمَ كان منها هذا التصرف، فتخرجين برسائل ودروس مستفادة.
وتعد من أقوى وأهم التكنيكات التي تعالج الصدمات، ونتيجتها قوية وفعالة وأغلبها بالإيجاب.
وهناك جزئية أخرى اسمها الذات الحكيمة، النتيجة الحتمية منها التصالح مع الذات والرد بشكل أكثر نضجًا وواقعية في مواقف مشابهة.
هل آثر ذلك على طبيعة عملك في المؤسسة الحكومية التي تعلمين فيها؟
_ طبعا آثر بشكل كبير على عملي الحكومي، نتيجة للوعي والفهم والإدراك بشكل أكبر وأعمق.
فمثلا هناك فروق واضحة في النقاش مع زميلاتي في العمل، حيث بدأت أخذ منحنى مختلفًا وجانبًا تحليليًا مميزًا بتلقائية وبساطة، فيسعد من يتحدث معي ويبدأ في سرد معاناته ومشكلته، ومن ثم تحليلها والوصول إلى أبسط وأسرع الحلول، سواء من خلال جلسة أو من خلال دردشة عامة.
وقد آثر عليّ بشكل أكثر إيجابية ومدى ثقتي بذاتي وثباتي الانفعالي ونظرتي التحليلية للأمور بمنتهى الحياد والمصداقية.
تحبين الجرافيك أيضا، فأيهما أقرب إلي قلبك ولمَ؟
_ أنا أعشق الجرافيك، لكني في الأساس مدينة للتنويم بالإيحاء ومهارات التنمية البشرية، لأنها ساعدتني أوصل لذاتي، أوصل لشغفي ومعرفة هدفي في الحياة.. دون الوقوف عند حد معين روتيني ممل بل الشعور بالذات وأن تكون مهيأ لكل خطواتك القادمة من زواج و إنجاب وتحمل مسئولية إلى جانب العمل.
فأنا بحب الجرافيك فعلا واكتشفت إن حلمي قديمًا كان فتح وكالة إعلان، وبالتالي لها أسس وقواعد ومن ثم اتخذت خطوات جادة نحوه بفضل الله.
كيف اكتشفتي ذاتك منذ البداية ؟
_من خلال كلمة أو مجموعة كلمات سمعتها في محاضرات عديدة كنت ملتزمة بها في التنمية البشرية.
منها ” ابحث عن حلمك القديم”..
فأنا مؤمنة جدا بالكلمة و أثرها في النفس، ولذا قمت بمراجعة ذاتي واتخاذ خطوات فعالة.
بماذا تنصحين الشباب وما هي رسالتك إليهم ؟؟
_ اعرف ذاتك وقدرها كما تعرف مميزات الآخرين وتسهب في الحديث عنها، افتخر ذاتك من خلال اكتشاف امكانياتك إلى جانب الاعتراف بالعيوب فكل منهما يكمل الآخر، اسمع لصوتك الداخلي واسعى دون توقف.
المزيد من الأخبار
حديث خاص مع بعض كُتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب
حديث خاص مع بعض كُتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب
المُبدع «صفوت تواب كامل» في رحاب مجلة إيفرست