ويلات التعري

Img 20241230 Wa0079

 

 

لـِ سها طارق 

 

أما تعلمين يا عزيزتي أن التبرج ليس إلا قناعًا زائفًا يخفي وراءه فراغًا داخليًا؟ أما تعلمين أنكِ إذا خرجتِ في هذا الشكل من الزينة الباهرة، ستكونين مطمعًا للرجال ومهوى أفئدتهم، وإذا خرجتِ زينك الشيطان في أعينهم؟ فما بالك بهذه الزخرفة التي تضيعها في وجهك وحجابك؟ فما حان الوقت لتفيقي من تلك الغفلة التي تظهرين بها مفاتنك، وتحطمين بها عقيدة بنيت، وتهدمين بها أجيالًا قادمة؟ ماذا ستحظين بالمقابل إلا أنكِ خسرتِ ربكِ، وظللتِ شيئًا بلا ثمن في أعين الناس كي تلعنها؟

 

 

أجيبيني، ماذا دفعكِ نحو ذلك الطريق الذي آخره ظلام؟ تسيرين وراء موضة أم تقليد أم تأثير أم صاحبات السوء من يفعلون بكِ كل هذا؟ لهذه الدرجة سلبتكِ الدنيا عن الآخرة؟ 

 

فما أسعد الفتاة التي تشعر بأن جمالها بريء لم يقترف إثمًا ولم يؤذِ أحدًا ولم يسبب حسرة ولا يثير شهوة، ولم تلتهم لحمها الأنظار ولم تهتك عرضها الأفواه. فجمالكِ إذا صنتِه صار نعمة، وإذا ابتذلته حولته لنقمة. فكم من جميلة أغراها الشيطان بالانغماس في التبرج والتزين المحرم، والإفراط في التجول، تخرج مستعرضة لزينتها ونفسها مستلفتة إليها الأنظار، فيذهب شبابها، وتخسر بريقها ومستقبلها، وينفر منها الناس، ولم يقترب أحد ممن كان يعجب بها؛ لأنهم كانوا ينظرون لجمال عارٍ بلا ثمن. فأني والله لمشفقة عليكن؛ فأي دنيا هذه التي تعملون كل ذلك من أجلها وتخسرون مقابلها ربكم وآخرتكم؟

عن المؤلف